حلول الجاسوسية محل تقدمة المحرقات كعبادة رئيسة – سلسلة الجاسوسية اليهودية 31

هنا نأتي إلى دور العبادة الرئيسة، ماذا قلنا العبادة الرئيسة؟ تقدمة المحرقات في هيكل سليمان، هيكل سليمان قد ذهب، اليهود الذين بقوا في القدس لا يوجد هيكل، يريدون تقديم الذبائح ولا يوجد هيكل، والبعيدين عن القدس من الصعب يأتون إليها لتقديم الذبائح، الذين في إسبانيا والذين في المغرب والذين في اليمن والذين في روسيا، فهنا الحل؟ لم يخرجوا عن المنطق، الحل هو العمل على عودة اليهود إلى فلسطين، إلى أرض الميعاد وإعادة بناء الهيكل من أجل أن يقيموا فيه العبادة الرئيسة، أي أنهم لم يخرجوا من المنطق، منطق العقيدة. وهم قلة ومشتتون في العالم، كيف سيعملون؟ بالجاسوسية.

وهكذا منذ ذلك الوقت صارت الجاسوسية هي العبادة الرئيسة عند اليهود، بدلا من تقدمة المحرقات، لأن هيكل سليمان لا وجود له، والبعيدين عن هيكل سلميان مستحيل يأتوا، فحلت مكانها حسب اجتهادات الحاخامات، حل محلها العمل على إعادة اليهود إلى فلسطين وإعادة بناء الهيكل، وهناك كاتب مصري هو أستاذ لطه حسين والكتاب الآخرين، صاحب مجلة روز اليوسف، مسيحي وله كتب في التاريخ كثيرة، وله وروايات عن أخت هارون الرشيد وعن البرامكة.

أراد أن يترجم التلمود إلى العربية، هنا إذا ترجمه ستكون مشكلة، لأنه توجد في التلمود أشياء كثيرة، جاء شخص يهودي اسمه يوسف مويال، قال باعتبار أنه يهودي فهو أحق بالترجمة، فقام بترجمة مقدمة التلمود، لم يترجمه كله، اسمه “برقي أبوت” يعني فصول الآباء، الآباء تعني رواة، هكذا يسمونهم، مثل عندنا تقابل رواة الحديث، الآباء الذين رووا أحاديث التلمود من موسى صلوات الله عليه لحد هذا، بين الواحد والثاني خمسين سنة ومئة سنة ومئتين، وكيف انتقلت ويزعمون أن هذه روايات سند! وليس أي كلام! لا يهمنا الآن هذا الموضوع، يهمنا أن يقول في الترجمة، منذ أن هُدم الهيكل، كانت العبادة الرئيسة هي تقدمة المحرقات في هيكل سليمان، وعندما جاء تيتوس هدم الهيكل.

هل معقول يقول والله قد حل محلها الجاسوسية والعمل على ذلك؟! وإنما لفقها وقال حل محلها “أعمال الإحسان وأعمال الخير”، ويكذب بذلك، هي في التلمود حل محلها العمل على إعادة اليهود إلى أرض الميعاد إلى فلسطين وإعادة بناء الهيكل الذين يعملون له الآن بجد ونشاط، فمنذ ذلك الوقت العبادة الرئيسة هي الجاسوسية، صار لهم حوالي (1900) سنة، لأي درجة سيصلون؟ طبعا على الإطلاق في كل شيء في هذا الوجود يسير هكذا، (صعودا وهبوطا)، لا شيء يسير بخط مستقيم.

ويجب أن نفهم كل الأمور، حتى نصوص القرآن حتى نصوص الحديث، عندما تكون تتكلم عن شيء لا نفهما خطأ، مثل مثلا تتداعى عليكم الأمم، يأتي المسلمين بكل وقت يقولون تتداعي عليكم الأمم، هاي هي تتداعى، يا أخي هذا فهم غلط، هكذا تسير الأمور تتداعى ثم تزول، ثم تأتي تتداعى ثم تزول، يعني حسب الأحوال، مثلا بزمن الحروب الصليبة تداعت علينا الأمم، من الشرق والغرب ثم ذهبت، بزمن الاستعمار ردت تداعت علينا الأمم، ثم ذهبت، الآن يقولون تتداعى علينا الأمم، وهذا غير صحيح، الآن ما هي متداعية علينا، الآن فقط الشيوعية، ونحن أو مجاهدونا الذين يظنون أنفسهم مجاهدين في سبيل الله هم الذين يدفعون الأمم لتتداعى علينا، وتصير كل الدنيا أعداءنا، منهم الطالبان هدانا الله وإياهم، وابن لادن يريدون كل الدنيا تصبح أعداءنا.

الجاسوسية اليهودية في صدر الإسلام:

فنرجع لموضوعنا، صارت الجاسوسية هي العبادة الرئيسة، وبزمن الرسول صلى الله عليه وسلم، كانت تعمل، عبد الله ابن سبأ ودوره، وكعب الأحبار، الشيخ ناصر الألباني رحمه الله كان يدافع عن كعب الأحبار، كان يقول حسن إسلامه، ولكنه كان مخطئا الشيخ ناصر، كعب الأحبار لم يحسن إسلامه وكان جاسوسا، وهو الذي اشترك بقتل عمر ابن الخطاب، في مساء الليلة التي قتل في صباحها عمر رضي الله عنه، كان عبيد الله ابن عمر مارّا بأحد أزقة المدينة، رآى كعب الأحبار والمرزبان وأبو لؤلؤة، وكان مع أبي لؤلؤة الخنجر ذو الحدين، ذو الرأسين، لما مرّ عبيد الله، انتقزوا كلهم وارتعبوا، وسقط الخنجر من يد أبي لؤلؤة، وظل ماشيا، لم يأخذ بها شيئا، في صباحها قتل أبو لؤلؤة عمر ابن الخطاب بذلك الخنجر، وكان كعب الأحبار مع هؤلاء الثلاثة.

وهناك قصص كثيرة على كعب الأحبار، مثلا، مرة كان عثمان رضي الله عنه، يمشي في طريق لم أعد أذكر أي طريق، وطبعا كان معه جماعات كثر باعتباه الخليفة، ومن جملة من كان معه كان معاوية ابن أبي سفيان رضي الله وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه، الإثنين، ارتجز مرتجز من الماشيين، كان معاوية راكبا على بغلة صهباء.

أرتجز أحد الأشخاص أرجوزة فيها حداء الركبان كما يسمونه، معناها، لم أعد أذكر لفظها، أنه إذا توفي عثمان فالخليفة علي، بصوت عالٍ يسمع عليا، ماذا رد عليه كعب الأحبار بصوت عالٍ أيضا، قال له كذبت والله إن صاحبها لذو البغلة الصهباء، عن معاوية، وهو يسمع معاوية ويسمع الناس، ماذا يعني بذلك؟ أنه قرأ هذا في كتبهم، في كتب اليهود والتوراة هذه مكتوبة، ليس بالاسم، ولكن بالوصف، معنى هذا أنهم كانوا يحقنون معاوية بأن يطمع بالخلافة، وبنفس الوقت يحقنون علي.

معاوية كان أمير دمشق وقتها، جاء عنده كعب الأحبار وقال له، عندكم في بلاد الشام أماكن مقدسة كثيرة، عندكم في “برزة” مثلا، وهي الحي الذي أنا سكنت فيه بدمشق، هي بالأصل قرية في ضواحي دمشق، انضمت لدمشق وصارت حيا من أحيائها، هي بقرب سفح جبل يسمونه الآن “عش الورور”، لأنه صار هناك مدينة في الجبل، توجد مغارة عمقها عدة أمتار وهي ضيقة، قال هنا ولد إبراهيم الخليل.

في بجبل قاسيون بسفحه، بوسط الجبل، بيت مبني للصوفيين، على أساس أولياء ويوجد هنا أربعين محرابا، يجتمع فيه كل فترة الأبدال الأربعين، خرافات الصوفية التي طغت على بلادنا طيلة الثلاثمئة أو الأربعمئة سنة الأخيرة، والإسلام بقي اسماً، هناك نقطة من الجبل تظل تنقّط، قال هذا الجبل يبكي لأنه هنا قُتل هابيل. في طريق بلودان من دمشق، هناك قبر طويل عدة أمتار، قال هذا قبر هابيل، أنه قُتل هابيل بدمشق، وحمله أخوه إلى هناك ودفنه! المسافة حوالي أربعين كيلو متر.

وهناك قرية من ضواحي دمشق اسمها “القدم” بالأصل ما اسمها لا أعرف، ولكن كانت تُسمى “الأقدام”، أقدام موسى عليه السلام، من حوالي مئتي سنة أصبحت قدم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!، هذه قديما كانوا يتدربون على النحت، أول ما يتدرب الشخص على النحت، كان دوما يحمل المطرقة والإزميل ويخرجون مثلا نزهة إلى السهل، يجلس وينحت في صخرة، ينحت حفرة، أو صورة دجاجة، أو صورة طير، يظنها البعض دليلا على الكنوز، فكانوا أول ما يتدربون بهذا الأسلوب، وببيته أيضا يتدرب، لكن تحدث كثيرا أن يتدرب في الخارج، فمن الجملة هناك أثر قدم منحوت على صخرة بتلك القرية، أو أثر قدمين، فكانت القصة أن كعب الأحبار قال هذه أقدام موسى، حسنا، موسى عليه السلام لم يمشِ إلا على هذه الصخرة؟! علمت أقدامه فيها، وبقية هذه البلاد لم تعلم؟! ولم يدس إلا على هذه الصخرة؟! وهل أقدامه خارجة من جهنم حتى إذا داس على الصخرة انخسفت؟!

المهم، صارت تُقدس على أنها أقدام موسى، من حوالي مئتي سنة أو ثلاثمئة، أصبحت قدم محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك غيرها وليس فقط هذه، نسيتها الآن، وهذا الموضوع داخل في موضوعنا، فكعب الأحبار كان جاسوسا، قضية الجاسوسية كانت تعمل، والصخرة في القدس هو الذي عملها مقدسة، قال هنا صلى إبراهيم، وهنا صلى فلان وفلان، وفي الواقع هي صخرة وثنية ولم يصلِ بها أحد، هذا الباب الذي شاهد منكم الصخرة، هناك باب وثلاثة درجات للأسفل، هذا الباب لم يكن موجودا، كان طاقة بالأعلى، وهناك بالجهة الشمالية الشرقية، كانوا يعبدون إما نجم القطب أو نجم النسر الواقع، أحد النجوم الأرجح أنه نجم القطب.

في أحد ليالي الصيف كانوا يحضرون زيتا يضعونه في الصخرة، يدخلونه من الطاقة الجانبية التي حفرها الأتراك للأسفل وجعلوها بابا للدخول، يضعون فيها زيتا ويفتحون الطاقة فيدخل شعاع النجم، إذا كان شخص بالداخل ونظر يرى النجم، يدخل شعاع النجم فيقدس الزيت، يصبح مقدسا، في اليوم التالي، يأتون من كل دير يأخذوا كأسا فيضعونه في حلة كبيرة من الزيت فيتقدس الزيت كله، يأتي كل أهل بيت بالمبلغ المطلوب، فيأخذون كأسا فيضعونه فوق زيتهم فيتقدس الزيت، ويأكلون طوال السنة زيتا مقدسا.

جاء الأتراك وعملوا لها هذا الباب، وأصبحت مقدسة، وأكثر من ذلك صارت مرفوعة بالهواء!، وعملوا لها قبة، وسموها الصخرة المشرفة، وهي صخرة وثنية لا تمت للإسلام بصلة، نعوذ بالله.

فهذا دور اليهود بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم، عملوا الشيعة، وعملوا هذا تقسيم الدولة الإسلامية وضرب المسلمين ببعضهم، أنه هناك توجد أماكن مقدسة، وهنا توجد أماكن مقدسة، عملها لهم كعب الأحبار من أجل تقسيم الدولة إلى قسمين، عن طريق الدعاية، كانوا منتبهين لطريق الدعاية، ثم انحدرت، ثم انتبهوا بزمن القرامطة والفاطميين وارتفعت، ثم صار انحدار، حتى جاء مارتن لوثر وكالفن وجماعته الكالفينيون، أحيوا وحركوا اليهود من جديد.

الجاسوسية اليهود في العصور الحديثة:

والآن تحركوا ولكن مع، دعونا نقول القفزة العلمية الحديثة، التي بدأت تقريبا منذ أربع قرون، قفزة علمية حدثت، البحث عن حقيقة الواقع، لم يعودوا يكتفون بالأشياء المكتوبة والخرافات، لا يريدونها، يريدون الواقع، صار البحث عن الواقع ومحاولات معرفة الواقع، وصارت تُكتشف أشياء كثيرة وأشياء فكرية وما شابه، فاستفاد اليهود من الاكتشافات الحديثة، بجميع النواحي، سواءً بعلم النفس أو بعلم الاجتماع أو بالرياضيات والفيزياء، ودجلية أينشتاين مشهورة، وهي دجلية من أولها إلى آخرها، وحتى الآن يأتي أساتذة بالجامعة، يجادلون عنها أنه لا بل هي صحيحة، وهي من أولها لآخرها دجل بدجل وكذب في كذب.

فبدأت تظهر الصهيونية، الصهونية الاسم جديد، نسبة لجبل صهيون، إذا أردنا نترجمها للعربية نقول الصفوية، صهيون تقابل كلمة الصفا وموريا المروة، هذه سبب ظهور الصهونية، أو النهضة لنسميها النهضة اليهودية الحديثة التي بدأت تقريبا من أربع قرون، بدأوا يريدون العودة إلى فلسطين وأرض الميعاد، وصارت توضع النظريات، وثم العبادة الجاسوسية، بدأو يشتغلون بها، وبدأوا يطورون بالجاسوسية، رجعوا لأساليب كعب الأحبار وعبد الله ابن سبأ والأساليب التي قبلها، وبنوا عليها وزادوا وزادوا، وتوسعوا بالجاسوسية توسعا قلنا لكم ملخص عنه، الجاسوسية من حيث الشكل، الجاسوسية من حيث الوظيفة، من حيث الشكل الجاسوسية المؤقتة، ثم الجاسوسية مدى الحياة، ثم الجاسوسية الوراثية ثم الجاسوسية بالتربية.

وأخطر شيء الجاسوسية بالتربية، مثل حزب البعث والحزب الشيوعي وحزب التحرير، ومثل المسلمين حاليا يا سيدي، المسلمون الآن (90%) أو أكثر أفكار ممركسة تخدم اليهودية، مثل أفكار ابن لادن والطالبان، هذا الجهاد في سبيل الله ولكن ما هي الغاية التي لا يعرفونها، يظنون أنها في سبيل الله، ولكن الذين يحركونهم وهم لا يشعرون، يحسبون الذين حولهم إسلاميين، يحضرون لهم الآيات، والهدف تجييش كل الناس ضد الإسلام كل الدنيا ضد الإسلام، يُضرب الإسلام عندئذ وتقوم إسرائيل الكبرى، هذه من الجاسوسية التي وصلوا إليها.

الجاسوسية من حيث الوظيفة قلنا، أن هناك الإخبارية والتوجيهية، الجاسوسية التوجيهية هي نشر الأفكار والشعارات، يريدون فكرة معينة، يضعونها في شعار، باعتبار لنقل الحقيقة، نحن الآن متخلفون فكريا تخلفا رهيبا، لأن المتخلف لا يشعر بنفسه، ليس متخلفين عقليا، فكريا، أوعلميا، نفس المعنى، يعني الآن تنقصنا أكثر من (500) ألف مفردة علمية، لا توجد لها مقابل في اللغة العربية، إذا أردنا أن نستعمل هذه العلوم فنحن مضطرين أن نستعمل كلمات أجنبية، متخلفون علميا وفكريا بشكل غريب.

متخلفون فكريا لسبب ثاني، لأنه عن طريق التكرار والزمن، حُقنّا بتفكير سطحي، بتكفير معجون ومخبوز جاهز، فقط نأخذه، أنه مثلا هناك صراع بين أميركا وإنكلترا، أميركا تريد ضرب إنكلترا، وهذا عميل إنكليزي وهذا عميل أميركي وانتهت المشكلة! وصار المسلم هكذا يفكر، طبعا إحياء الاحتمالات الميتة وإماتة الاحتمالات الحية، الحي أمتناه الذي هو الماركسية، الجحيم الماركسي الزاحف إلينا، أهمل نهائيا فمات، وسُلط الضوء على احتمال شبه ميت الآن، لا نقدر نقول ميت، ولكنه احتمال ظني نستطيع نجعله ميتا، نحن لو كنا نفهم لجعلناه ميتا.

وفي السبعينات كان في طريقه للموت، انفتح الغرب على الإسلام، فجاء عن طريق الدعاية أنه الصليبية الصليبية… فأحيينا الذي كان ميت، وأمتنا الحي، وقاعدة ثانية من قواعد الدعاية، عدو عدوك صديقك، فمن هو عدو الديمقراطية والرأسمالية، الشيوعية، فصارت الديمقراطية والغرب هو عدونا، إذن عدوتها روسيا صارت صديقتنا، وخاصة لما صارت تعطي سلاح للفلسطينيين، أنه جمال عبد الناصر، أين السلاح الذي أعطته روسيا لجمال عبد الناصر؟! قُتل به من؟ المسلمون، في اليمن وفي مصر، والباقي سُلم لإسرائيل مجانا، الدفعة الأولى التي اشتراها من روسيا ودفع ثمنها مليارات الدولارات بالقوة الشرائية للدولار في ذلك الوقت بالخمسينات، كلها سلمها لإسرائيل مجانا سنة 1956، مطارات، طيارات، المدافع، الدبابات، السيارات، كل شيء، سلمه مجانا لإسرائيل، والباقي الذي بقي عنده قتل فيه اليمنيين والمصريين.

فلم تكن روسيا تسلحنا، كانت تعطي السلاح لأعدائنا، للشيوعيين ليقتلونا به وليسلموا الباقي لإسرائيل، نفس الشيء حزب البعث، قتلوا بالسلاح الذي اشتروه من روسيا الأكراد في العراق، روسيا سلحت العراق لقتل الأكراد والمسلمين في سوريا، والباقي سُلم لإسرائيل مجانا.

عائلة روتشيلد تجني الثروات وتموّل الجاسوسية:

الآن هناك قصص نأخذ فكرة عن ماذا يفعل حزب البعث، الجاسوسية هذه، من جمال عبد الناصر نبدأ، أو من قبله، عندما صارت اليهودية والصهيونية تعمل، بالأول بالقرن التاسع عشر، صاروا يجندون الجواسيس، ويبعثونها لبلادنا خاصة، لبلاد أرض الميعاد، وأيضا في أوروبا لتهيئة الناس لمصلحتهم، كان يموّل الجواسيس أثرياء اليهود أشهرهم عائلة روتشيلد، روتشيلد معناها الدرع الذهبي وهي كلمة ألمانية أظنها، كانت تمول الجواسيس.

نذكر قصة، أحد الأساليب التي عائلة روتشيلد جمعت فيها ثروة هائلة، ربّوا حمام زاجل، تعرفونه وهو حمام الرسائل، يتم تدريب الحمامة، أنه إذا طيرناها من هنا، تطير للمكان الفلاني، كيف تُدرب؟ تكون في هذا المكان مثلا، يأخذونها معهم على الحمير أو البغال أو القوارب إلى المكان الفلاني، ثم تُطيّر من المكان الفلاني، فهي تعرف مكانها الأول فترجع إليه بطبيعتها، تُطير مرة أخرى، تصبح تعرف، رأسا تتدرب وتدريبها سهل.

فقامت عائلة روتشيلد في زمن نابليون بونابارت، بآخر وقعة له بإنكلترا، عائلة روتشيلد ومعهم يهود آخرين، الجيش الإنكليزي كان يحارب في فرنسا، في تلك المعركة ضد نابليون، أخرجوا دعاية أن الجيش الإنكليزي انكسر وأبيد، ونُشرت، رأسا رخص الجنيه الإنكليزي إلى أقل من نصف قيمته أو ربع قيمته، على أساس غدا سيأتي نابليون ليحتل البلاد، قام اليهود بشراء الجنيهات، بقدر ما معهم من المال اشتروا، في اليوم التالي انتصر الإنكليز والحلفاء ضد نابليون، بخيانة أحد قادة نابليون برشوة كبيرة، فتأخر بجيشه، فبسبب هذا التأخر، وكان نابليون كان على أساس سوف يصل في الساعة كذا، باني خطته على ذلك، لم يأت ذلك الجيش في الساعة، فخسر المعركة.

رأسا عندما عرفوا أنهم انتصر الإنكليز عاد سعر الجنيه إلى وضعه الأصلي، من الذي ربح؟ اليهود الذين اشتروا عشرات الملايين من الجنيهات بسعر ربع القيمة، في ظرف يومين رجعت قيمة الجنيهات إلى ما كانت عليه، فربحوا الأموال، هذه أحد الأساليب في الربح، فعائلة روتشيلد كانت تموّل الجاسوسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *