الشيخ المجدد محمود عبد الرؤوف القاسم، سوري الجنسية، ولد في عام 1927م، في قرية ( طفس ) في منطقة درعا، وأصله من إحدى قرى نابلس في فلسطين، وأخواله من الأكراد، عايش منذ صغره نشأة الحركة الشيوعية في الشام.
وقد حصل على الترتيب الأول في دراسته الإعدادية قديما، الثانوية حديثا على مستوى القطر السوري. درس الفيزياء في فرنسا مما أتاح له التجول في أوروبا بشقيها. وبعد عودته من فرنسا ذهب في إعارة للعمل في الكونغو مدرساً قبل أن يعود إلى الشام.
وكانت تربطه علاقة قوية بكثير من العلماء والأدباء والدعاة، على رأسهم علامة دمشق الشيخ بهجت البيطار، ومجدد علم الحديث فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، حيث كان يزوره كثيرا في المكتبة الظاهرية، والشيخ نسيب الرفاعي، والشيخ على الطنطاوي والدكتور عمر الحكيم، رحمهم الله جميعا.
وبسبب حملة التصفيات التي قام بها النظام البعثي للإسلام والإسلاميين هرب إلى الأردن عبر لبنان، ثم صدر في حقه حكم الإعدام غيابيا من قبل النظام الاشتراكي في سوريا، بحجة المؤامرة على النظام.
كان الشيخ أبو الأمين رحمه الله نموذجا حيا يعيش بيننا لكثير من الشخصيات التي نسمع عنها في التاريخ، فقد عاش وحيدا في الأردن، حيث لم يكتب له الزواج طيلة حياته، واستمرت هذه الوحدة معه حتى وفاته، وكان يعتمد فيها على نفسه في أمور حياته الخاصة فكان عصامياً من الطراز الأول في تعليم نفسه وتثقيفها وتدبير أمورها.
وقد شاهد بعينه التسهيلات التي قدمتها في بلده طلائع الحركة الشيوعية ومنهم أخواله للشيوعيين اليهود، حيث كانوا ينزلون ضيوفا في بيوتهم لنشر الأفكار الماركسية ويتسترون عليهم لحين ترتيب أمور نقلهم وهجرتهم إلى فلسطين.