– نبوءات التوراة وتحقيقها بالدجل والجاسوسية – سلسلة الجاسوسية اليهودية 28

هذه من جملة الأسئلة التي تُسأل، أنه نرى هناك نبوؤات في التوراة نراها تتحقق، ونبحث وراء هذا التحقق، نجد وراءها أصابع اليهود والشيوعية هي التي تهيّء لها وهي التي تمهد لها الطرقات، وتجنّد لها الأشخاص بأسلوب الجاسوسية، بفن الجاسوسية، إذن هذه النبوءات ليست إلهية، لأن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى الجاسوسية من أجل تحقيق كلماته، مثلا نبوءات الرسول صلى الله عليه وسلم التي قالها لنا، والكلمات الإلهية، حدثت وحُققت رغم عن أنف الدنيا كلها ورغم عن أنف المسلمين.

لنفرض مثلا، “لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى”، وقد خرج بركان سنة 654 هـ يبعد عن المدينة المنورة حوالي خمسة أو ستة كيلومترات، والمُهل سال في الوديان، وبقي حوالي شهرين، فهذا ما هو بالجاسوسية ولا المسلمين لهم يد فيه، بالعكس المسلمين خافوا، وصاروا يتوبون إلى الله خاصة في المدينة، وأشياء من هذا النوع، فكلمات الله والتي تأتي على لسان محمد صلى الله عليه وسلم تحدث رغما عن الدنيا كلها، رغما عن المسلمين وعن غير المسلمين.

بينما نرى ما تقوله التوراة يتحقق بأساليب جاسوسية، عندما ندرسها بأساليب جاسوسية تتحقق، فهل هذ كلمات الله هذه؟! لا يمكن أن تكون، لأن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى الجاسوسية والكذب والدجل لتحقيق كلماته.

لبنان هناك عندة نصوص على أنه فيها، أحدها الذي يأتي أمامي، نص من التوراة في سفر حزقيال إصحاح 31:

قُلْ لِفِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَجُمْهُورِهِ: مَنْ أَشْبَهْتَ فِي عَظَمَتِكَ؟

3 هُوَ ذَا أَعْلَى الأَرْزِ فِي لُبْنَانَ جَمِيلُ الأَغْصَانِ وَأَغْبَى الظِّلِّ، وَقَامَتُهُ طَوِيلَةٌ، وَكَانَ فَرْعُهُ بَيْنَ الْغُيُومِ.

4 قَدْ عَظَّمَتْهُ الْمِيَاهُ، وَرَفَعَهُ الْغَمْرُ. أَنْهَارُهُ جَرَتْ مِنْ حَوْلِ مَغْرِسِهِ، وَأَرْسَلَتْ جَدَاوِلَهَا إِلَى كُلِّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ.

5 فَلِذلِكَ ارْتَفَعَتْ قَامَتُهُ عَلَى جَمِيعِ أَشْجَارِ الْحَقْلِ، وَكَثُرَتْ أَغْصَانُهُ، وَطَالَتْ فُرُوعُهُ لِكَثْرَةِ الْمِيَاهِ إِذْ نَبَتَ.

6 وَعَشَّشَتْ فِي أَغْصَانِهِ كُلُّ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَتَحْتَ فُرُوعِهِ وَلَدَتْ كُلُّ حَيَوَانِ الْبَرِّ، وَسَكَنَ تَحْتَ ظِلِّهِ كُلُّ الأُمَمِ الْعَظِيمَةِ.

7 فَكَانَ جَمِيلاً فِي عَظَمَتِهِ وَفِي طُولِ قُضْبَانِهِ، لأَنَّ أَصْلَهُ كَانَ عَلَى مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ.

8 اَلأَرْزُ فِي جَنَّةِ اللهِ لَمْ يَفُقْهُ، السَّرْوُ لَمْ يُشْبِهْ أَغْصَانَهُ، وَالدُّلْبُ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فُرُوعِهِ. كُلُّ الأَشْجَارِ فِي جَنَّةِ اللهِ لَمْ تُشْبِهْهُ فِي حُسْنِهِ.

9 جَعَلْتُهُ جَمِيلاً بِكَثْرَةِ قُضْبَانِهِ، حَتَّى حَسَدَتْهُ كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ الَّتِي فِي جَنَّةِ اللهِ.

10 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ ارْتَفَعَتْ قَامَتُكَ، وَقَدْ جَعَلَ فَرْعَهُ بَيْنَ الْغُيُومِ، وَارْتَفَعَ قَلْبُهُ بِعُلُوِّهِ،

11 أَسْلَمْتُهُ إِلَى يَدِ قَوِيِّ الأُمَمِ، فَيَفْعَلُ بِهِ فِعْلاً. لِشَرِّهِ طَرَدْتُهُ.

12 وَيَسْتَأْصِلُهُ الْغُرَبَاءُ عُتَاةُ الأُمَمِ، وَيَتْرُكُونَهُ، فَتَتَسَاقَطُ قُضْبَانُهُ عَلَى الْجِبَالِ وَفِي جَمِيعِ الأَوْدِيَةِ، وَتَنْكَسِرُ قُضْبَانُهُ عِنْدَ كُلِّ أَنْهَارِ الأَرْضِ، وَيَنْزِلُ عَنْ ظِلِّهِ كُلُّ شُعُوبِ الأَرْضِ، وَيَتْرُكُونَهُ.

13 عَلَى هَشِيمِهِ تَسْتَقِرُّ جَمِيعُ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَجَمِيعُ حَيَوَانِ الْبَرِّ تَكُونُ عَلَى قُضْبَانِهِ.

14 لِكَيْلاَ تَرْتَفِعَ شَجَرَةٌ مَّا وَهِيَ عَلَى الْمِيَاهِ لِقَامَتِهَا، وَلاَ تَجْعَلُ فَرْعَهَا بَيْنَ الْغُيُومِ، وَلاَ تَقُومُ بَلُّوطَاتُهَا فِي ارْتِفَاعِهَا كُلُّ شَارِبَةٍ مَاءً، لأَنَّهَا قَدْ أُسْلِمَتْ جَمِيعًا إِلَى الْمَوْتِ، إِلَى الأَرْضِ السُّفْلَى، فِي وَسْطِ بَنِي آدَمَ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ.

15 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ نُزُولِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ أَقَمْتُ نَوْحًا. كَسَوْتُ عَلَيْهِ الْغَمْرَ، وَمَنَعْتُ أَنْهَارَهُ، وَفَنِيَتِ الْمِيَاهُ الْكَثِيرَةُ، وَأَحْزَنْتُ لُبْنَانَ عَلَيْهِ، وَكُلُّ أَشْجَارِ الْحَقْلِ ذَبُلَتْ عَلَيْهِ. الخ

أنه تُدمر لبنان، يقول لإسرائيل لبنان تدمر، وأنتم سيصير بكم مثلهم، فصارت الحرب الأهلية، طبعا لم تُطبق كل النبوءة، ما استطاعوا يطبقوا النص التوراتي تماما، ولكن هم يقولون هاي هي طُبقت.

هنا بالصدفة جاءت، هذه من التحريفات بالصدفة جاءت أمامنا، هكذا قال السيد الرب، وأبيد الأصنام، وأبطل الأوثان من نوف، “نوف” بلد غير موجودة في مصر، ما وجدت في التاريخ، ولا مصر النيل لم توجد في التاريخ نهائيا، لا الآن ولا في الماضي، فبالعربية مشت أمورهم، كتبوها وترجموها نوف، بالفرنسية انتشرت بعلم القبطيات، نشروها، صارت مطالعات كثيرة، لذلك أبدلوا اسم نوف باسم مدينة، لا أذكر الآن أي مدينة، وهي من مدن مصر النيل.

ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر، وألقي الرعب في أرض مصر، ولا يكون رئيس، هذه من جملة الأسئلة، ولا يكون بعد رئيس من أرض مصر، في زمن جمال عبد الناصر، خرجت الأقوال، ومن الجملة طه حسين كتب بها، أن هذا أول رئيس من مصر هو جمال عبد الناصر، لم يظهر من مصر ولا رئيس، لِمَ؟ هذا سؤال، بينما نراه في التوراة مكتوبة هكذا، مع العلم أن الرؤساء من مصر النيل، دوما كانوا الذين الآن يسمونهم الفراعنة، وهم ليسوا فراعنة، الفراعنة بمصر الحقيقية كانوا، ملوك مصر كانوا من مصر في القديم، وبقوا من مصر، وأمراء مصر كانوا من مصر، في زمن الإسلام، كان كثير من المرات أمراء مصر من مصر نفسها، فهذا غير صحيح، ومع ذلك نرى زمن جمال عبد الناصر، أنه لم يظهر رئيس لمصر من مصر أبدا إلا جمال عبد الناصر أول واحد! مع العلم أن جمال عبد الناصر ليس من مصر، يمني، جده جاء لمصر، والد والده، فحققوا أو أرادوا أن يحققوا نبوءة في التوراة هذه، بإحدى أساليب الدجل التي يتبعونها لإظهار للعالم أن التوراة هي حقيقية من عند الله! وهو غير صحيح.

هذه قضية لبنان، الحرب الأهلية فيها، أنها لتحقيق نبوءة، هذه التي رأيناها، وهناك نبوءات أخرى، مثلا “الرب يدوس أرز لبنان، كما يدوس العجل عريقه”، ليس بهذا اللفظ ولكن بهذا المعنى، في أصل العقيدة اليهودية، من أجل نعرف، اليهود العقيدة اليهودية تحتاج شيء من التفصيل.

اليهود لم يكونوا في فلسطين:

اليهود لم يكونوا في فلسطين، مملكة سليمان صلوات الله عليه ما كان اسمها اليهود، ولم يكن اسمهم اليهود في ذلك الوقت، بل كان اسمهم المسلمين، بعد سليمان عليه السلام بمدة لا أعرف كم، عشر سنوات، قرن أو قرنين، ظهر اسم اليهودية، وصاروا يلقبون اليهود، أما مثلا نقرأ بزمن موسى أو سليمان عليهما السلام، “أن لا تعلوا علي واتوني مسلمين” [النمل:31]، ما قال واتوني يهود، الإسلام انتشر، ودولة سليمان عليه السلام كبرت، ولم يكن في فلسطين، كان في شمال عسير في مكان ما، الله أعلم به، بحاجة لبحوث أثرية، وعندما تظهر هذه البحوث الأثرية تُنسف التوراة.

فاليهودية صارت عندها عقيدة، أقول اليهودية، وليس إسلام موسى أو إسلام داوود وسليمان عليهم جميعا السلام، اليهودية عقيدتها صارت، اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خُلقوا لخدمتهم، هذه العقيدة، الأرجح إذا أخذنا أقوال التوراة، وبعضها ممكن أن يكون صحيح، فيه بعض الأشياء الصحيحة.

حدثت هذه العقيدة في بابل، عندما جاء نبوخذ نصر، وأراد أن يوسع امبراطوريته، ويجعلها امبراطورية واليمن، ذهب لليمن، واليهود كانوا بشمال اليمن، أو بقايا سليمان عليه السلام، ومملكة اليهود، وكان اسمهم اليهود، كانت في عسير، شمال عسير، وربما لها امتداد في بعض القرى، احتل هذه البلاد، ومن الجملة احتل بلادهم، لم يكونوا في أروشليم، ولم يكن اسمها أورشليم، وهذا الاسم لم يوجد في التاريخ.

الآراميون اسمهم الإرميون:

ومثله كلملة الآراميون لم توجد في التاريخ، وإنما كان الإرميون، بمعنى عُبّاد إرم، كانت الشعوب تنقسم إلى تقريبا، بشمال البلاد العربية بالقسم الشمالي، إلى قسمين، إرميون ولاتيون، لاتيون عباد اللات، الذين هم حول الطائف وتلك المناطق، وشمال الحجاز، والإرميون في الشمال، الإرميون عباد إرم ذات العماد التي هي وادي رم الآن، الصخرة توجد التي لا يزال عليه الصور، هذه الصخرة التي كانوا يعبدونها، والمعبد لا يزال أمامها موضوع، هؤلاء الإرميون بناءً على مقولة التوراة صاروا الآراميون.

اللاتينيون هم اللاتيون:

واللاتيون هم اللاتينيون الذين منهم فرنسا         وإسبانيا، التي ترجموها اللاتينيون، ترجمة غلط، مع أنه الترجمة الحرفية لـ latin  هي لاتي نسبة للات، صارت لاتينيون غلط، وتغطت الحقيقة، أما الحقيقة فهم لاتيون هاجروا بسني يوسف عليه السلام من القحل، كانوا رعاة، هاجروا إلى القبط، بقوا فيها حوالي 100 سنة، ثم هاجوا الأرجح في طريق شمال إفريقيا إلى إسبانيا، ثم سنكوا بروما وأقاموا بها، وقبلهم سبقهم السبأيون إلى إيطاليا، وجبال السبأيين موجودة حتى الآن بهذا الاسم Monti Sboan بإيطاليا بأواسطها، ومعروف بالتاريخ أن الشعوب السبأية هي كانت موجودة قبل اللاتيون، فهذه من الاستطرادات.

حقيقة الأربعة الذين حكموا الأرض:

نعود لقضية اليهود، كان لليهود وجود في فلسطين وفي غير فلسطين، يعني ديانة انتشرت، كان اسمها الإسلام وخاصة بزمن سليمان عليه السلام، وتوسعت كثيرا بزمنه، لذلك بالتاريخ، طبعا التاريخ غير صحيح، المؤرخون يذكرونها تناقلا، يقولون إن الذين ملكوا الدنيا أربعة، اثنان مسلمان واثنان كافران، المسلمان هما سليمان عليه السلام وذو القرنين، والكافران بختنصّر والنمرود، طبعا ملكوا بلادا، ومملكة سليمان ربما توسعت لإفريقيا أيضا بالحبشة والسودان وبلاد العرب، وربما هذه البلاد أيضا خصعت له عليه السلام.

بختنصّر في العراق وقسم من إيران، وهذه البلاد، واحتل جزيرة العرب، النمرود خرافة من الخرافات قد لا يكون له وجود أصلا، ذو القرنين، لم يملك وإنما سياحة، ذهب بجيشه وصل إلى المغرب، ذاك الوقت كان أقصى الغرب هو شواطئ أوروبا الغربية، كانت بلجيكا ووهولندا كلها مستنقع طيني تأتي عليه السيول، “حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة” [الكهف:86] يعني طينية، “ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا” [الكهف:90]، في شمال مضيق بيرنك، بالصيف الشمس تظل شهرين تقريبا لا تغيب، فلما وصل هناك كانت الشمس لا تغيب عنهم، وجد الشمس تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا، ما كانت تستتر، تظل دائما مشرقة، فقضية أنه حكم كل الأرض، هذه من الإسرائيليات أو من أين أتوا بها لا أعرف.

مشيخة اليهود في فلسطين تحت حكم اليونان:

فكان هناك وجود يهودي في فلسطين، ولكن لم يكونوا مملكة، مجرد أشخاص يعيشون كما يوجد أديان أخرى تدين وتعبد أوثان مختلفة، عندما دخل اليونان، احتل الاسكندر بن فيليب المكدوني هذه البلاد، وليس هو ذو القرنين، لأن بعض الكتب تقول هو ذو القرنين، وهذا غير صحيح، ذو القرنين قبل الاسكندر بما يعلمه الله، ربما ألف سنة أو ألفين أو ثلاثة، فعندما احتل هذه البلاد، يظهر أنه عمل لليهود مشيَخة، اليهود ساعدوه أو نحو ذلك فعمل لهم مشيخة، فصار لهم رئيس يرجعون إليه، تحت حكم اليونان، وكانوا يسمون مختار القرية ملكا في ذلك الوقت، فكانوا يسمون رئيسهم ملكا.

عدنان يجمع العرب وينتصر على بختنصر:

فعندما صار سبي بابل وذهب بختنصّر وكان مركز قوة اليهود بعسير، هناك قرية آثار خرب وتحتاج بحوث أثرية، تدل هناك على أن هناك آثار مطمورة كثيرة، اسمها أروى، وبجانبها قرية ثانية اسمها سُليم، فهناك عدة قرى تسمى أروى بعسير وشمال عسير، فتمييزا لها تسمى القرية باسم القرية التي بجانبها، فهذه أروى سليم يسمونها، يظن بعض الباحثين أنها هي التي تحول اسمها مع التحريف إلى أورشليم، لأن أورشليم لم يوجد هذا الاسم في التاريخ، فهناك آثار بحاجة إلى بحث، عندما جاء بختنصّر قضى وأسر اليهود من هناك وأخذ منهم أسرى كثير، والذي تصدى له وطرده من تلك البلاد هو عدنان جدّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتهر اسم عدنان، وهو أشهر جد من أجداده، وقد استطاع أن يجمع العرب ويحارب بختنصر ويطرده، ورجع بختنصر هاربا ومعه الأسرى اليهود.

طبعا الرُقم التي اكتشفت في العراق في بابل تقول أنه انتصر على عدنان ورجع، هكذا طبيعة الأقدمين على الإطلاق، حتى صدام حسين، حتى جمال عبد الناصر، رغم كل هذه الخسائر يقولون انتصرنا، حتى الآن موجودة هذه، وحافظ الأسد نفس الشيء بسوريا.

المعاملة الحسنة للأسرى اليهود في بابل:

هنا اليهود الذين كانوا ببابل، وكانوا يُعاملون معاملة حسنة جدا، لأن البابليين كانت عندهم عقيدة هي امتداد للعقيدة الهندوسية، كانوا يعتقدون بوحدة الوجود، ويقولون أن الذات الإلهية، الخارق أو الرب أو أحد الأسماء “نبو” منها نبوخذ نصر، الخارق يحل في الإنسان أكثر شيء على الإطلاق، حلول كامل، يحل في الحيوان أقل من الإنسان، يحل في النبات أقل، وفي الجماد أقل شيء على الإطلاق، يعني يعتقدون بوحدة الوجود، وأن الاختلاف بين الجماد والنبات والحيوان والإنسان هو الحلول الإلهي، ولذلك كانوا يحترمون الإنسان، على أساس اليهود وغير اليهود وكل الدنيا، الإنسان الإله حالٌ فيه أكثر ما يكون، فكانوا يحترمون الإنسان، أخذوهم أسرى ولكن كانوا يحترمونهم، وحتى كان دانيال وضعه الملك بختنصر نائبا له، يعني من الأسرى جعل منهم نائبا للملك، فكانوا محترمين، وما تقوله التوراة أنهم عُذبوا وأسروا، أسروا نعم، وعذبوا كله كلام فارغ.

ظهور عقيدة اليهود شعب الله المختار في بابل:

المهم هناك ظهرت هذه العقيدة، عقيدة اليهود شعب الله المختار، عقيدة الرجوع إلى أرض الميعاد، عقيدة حكم الدنيا، عقيدة ظهور مسيحهم المنتظر الذي سيقودهم لحكم العالم، هذه العقيدة ظهرت في بابل، وكانت كلمة التعارف بينهم “رفيق”، فكان عندما يريدون التعارف يسألون، أنت رفيق؟ فهذه الكلمة أنا الرفيق فلان، والآن الشعار من الرفيق؟ البعث والشيوعية، الماركسية على الإطلاق، عندما رجعوا، يظهر مع الزمن عندما رجعوا من الأسر، رجعوا ومعهم ثراء فكانوا أثرياء، فرجعوا للحجاز واستطاعوا أن يكونوا هم الأقوى وسيطروا، ولا أستبعد أن تكون كلمة يهودية ظهرت في بابل، لا أستبعد ذلك، ليس لدي دليل، ولكن أحد الظنون أنه يمكن أن تكون كلمة يهود قد ظهرت في بابل.

رجعوا وهم يحملون هذه العقيدة، اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خُلقوا لخدمتهم، وصاروا منذ ذلك الوقت، طبعا تبدأ في البداية عقيدة، ومع الزمن، مع الأجيال التي بعضها بعد بعض، تبلورت عندهم أن اليهود شعب الله المختار والأرض ملك لهم والبشر بهائم خُلقوا لخدمتهم.

تطبيق هذه العقيدة يكون بالاشتراكية:

الآن لنفكر كيف يمكن تطبيق هذه العقيدة؟ اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم، البشر بهائم خُلقوا لخدمتهم، دعونا نفكر ونحضر معنا مليون شخص ليفكر، أو مئة مليون شخص يفكرون، ونظل نفكر مئة سنة، ما هي  الطريقة التي يمكن أن نطبق بها هذه العقيدة اليهود شعب الله المختار، البشر بهائم خُلقوا لخدمتهم، الأرض ملك لهم، لو فكرنا لا نرى إلا طريقة واحدة، هي الاشتراكية، ما سمّوه الاشتراكية أو الشيوعية وهي التأميم، ما هو التأميم؟ يجعلون كل شيء ملكا للدولة، هم يقولون وسائل الإنتاج، المعامل والأراضي وكل شيء حتى السكن، يجعلون كل وسائل الإنتاج ملكا للدولة، وكانوا يعملون لهذا العمل منذ ظهرت هذه العقيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *