قصة السلطان عبد الحميد مع هرتزل وغيرها – سلسلة الجاسوسية اليهودية 19

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على جميع رسل الله، وعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

الجاسوسية الإخبارية ونسبة الخطأ بالمقارنة بين الدول الماركسية وغير الماركسية:

الجاسوسية الإخبارية، مثلا لنفرض السفارة الروسية هنا، يوجد هناك أناس لهم تعاطف مع الشيوعية، يبعثون أخبارا إلى روسيا مقابل مبلغ، مثل السفارة، بشكل سري طبعا، لا يذهبون إلى السفارة، يلتقون مع أشخاص أو كذا، يعطونهم خبر مقابل مبلغ من المال، هذا لا يعتمدون عليه، يعني السفارة الروسية أو الأحزاب الماركسية، وهذا موجود في أميركا وأوروبا وبالأردن والسعودية وبكل كذا، أنه موظفين يعطون أخبارا مقابل مبلغ من المال، هذا موجود كل الدنيا تستعمله، وهذا لا يُعتمد فيه على قول واحد أو تقرير لشخص واحد، لأنه احتمال أو ليس احتمال وجود الكذب فيه، لأنه سيأخذ مالا، لذلك ممكن يزيد ممكن يفعل، فيعتمدون للقصة أو الحادث الواحد عدة تقارير، يعتمدون على خمسة أو ستة أو سبعة تقارير أو ثمانية أو تسعة يعتمدون عليها.

وهناك المخبرون الصادقون الذي يكون حزبيا، البعثي مثلا تطالبه قيادته بأن يتحرى الصدق بالخبر، ويحاول أو يتحقق ويبحث وما شابه، لذلك أصدق المعلومات تؤخذ من أرشيف المخابرات الماركسية، أرشيف المخابرات السورية، أرشيف المخابرات الناصرية بزمن جمال عبد الناصر، العراقية. أما أرشيف المخابرات الأردنية تجد فيه أغلاط كثيرة، لماذا؟ أكثر التقارير تأتي من موظفين، إما يهمه أن تمر الأمور وتأدية الوظيفة وعمل التقرير أو المال، فلذلك تجد الغلط فيها نسبته جيدة، قد يبلغ أحيانا (50%) الغلط، قد يبلغ (30 أو 40 أو 20%)، بينما أقل الأغلاط على الإطلاق بالأرشيف الماركسي، الأغلاط لابد منها، بالأرشيف الماركسي، يمكن أن تصل الأغلاط إلى (10%) إلى (15%) أعظميا، ما أظنها تصل إلى (20%)، كونهم يعتمدون على معلومات صحيحة، فهذه الجاسوسية الإخبارية.

الجاسوسية التوجيهية وضرورة الكادر الحزبي العقائدي:

نأتي للجاسوسية التوجيهية، هي الخطرة وهي التي تتلاعب بنا، نحن المسلمين، وخاصة السلفيين، أنا سلفي، أتحدث عن حصتي، لا علاقة لي بحصة غيري، لأنه نريد أن نتكلم الكلام الصحيح، الذين جُنّدوا هؤلاء المجندين الذين أوقفوا المدّ الإسلامي في الغرب، والذي صار هناك ردة، الذين أسلموا صاروا يرتدون عن الإسلام، وكرّهوا الدنيا بالإسلام، هم سلفيون.

الجاسوسية التوجيهية، يجب أن يكون صاحبها حزبياً عقائدياً، لا يمكن أن يكون موظف مقابل المال، عقائدي يجب أن يكون، ينشر فكر، الفكر أين يُطبخ؟ في مجلس السنهدرين، بالمجلس اليهودي الأعلى، يُطبخ هناك، عبارة عن شعارات، لا توجد مثلا بحوث عميقة، تحتاج الفكرة الواحدة لنفهمها إلى كتاب كامل، البحث يكون فكرة صغيرة يمكن أن تُكتب بخمسة أسطر، البحث الذي يحتاج لفهمه إلى بحوث طويلة لا يوجد، شعارات.

الجاسوسية التوجيهية قلنا هذا يجب أن يكون حزبي عقائدي، من أجل أن يكتب تقارير صحيحة، ليس يكتب عفوا، لا يوجد كتابة تقارير هنا، يوجد توجيه أفكار، الأفكار تُطبخ في المجلس اليهودي الأعلى بشكل شعارات، وتُرسل هذه الشعارات عن طريق الكوادر الشيوعية، وهناك الكتب الشيوعية التي فيها أقوال الشيوعية، أقوال لينين وبروتوكولات حكماء صهيون، وأقوال قادة الشيوعية في العالم أن الدعاية الدعاية الدعاية هي سلاحهم الأول والأخير والأوسط والربع والثلاث أرباع، وكل حياتهم دعاية، الدعاية هي كل شيء في الصراع الماركسي، في محاولة الماركسية السيطرة على العالم لإقامة إسرائيل الكبرى، لتحقيق الأسطورة اليهودية، اليهود شعب الله المختار، الأرض ملك لهم.

علم الدعاية والآجيبرو:

فالدعاية أتقنوها، وهي علم، صارت علما واسعا، عن طريق الدعاية، الدعاية تُنشر عن طريق الكوادر الحزبية سواءً بعثيين أو شيوعيين أو ناصريين أو تحريريين أو الآن مسلمين إخوان مسلمين أو سلفيين  ، أقولها بكل ألم ولكن هذا الواقع، صرنا نردد الدعاية التي تضعها الماركسية.

دعونا نضرب أمثلة، هناك قواعد طبعا، الدعاية خاضعة لقواعد تُدرّس، هناك كليّة وحيدة في العالم موجودة في موسكو، تدرّس ما يُسمى “آجيبرو”[1]، كلية آجيبرو، هذه الكلمة أتت من اللاتينية، بالإنكليزية “agitation propaganda”، agitation تعني تحريض أو هزّ، propaganda تعني دعاية، دعاية سياسية، فمعناها تحريض الدعاية أو تحريك الدعاية، أو وتحريضٌ ودعاية، هذا المعنى الحرفي، بينما المعنى المعنوي هو “علم تسخير الشعوب، كيف يسخرون الشعوب لخدمتهم، والشعوب تظن نفسها أنها مجاهدة في سبيل قضيتها”.

مثلا تجد التحرير مستعد للسجن، مستعد لأي شيء، وهو يظن أنه يخدم قضيته، التكفير والهجرة، فلان وفلان وفلان في السجون، ويؤلفون الكتب، ويظنون أنهم يخدمون عقيدتهم، وهم في الواقع يخدمون إسرائيل الكبرى وهم لا يشعرون. كيف؟ كيف يخدمون إسرائيل؟!

جميعة الاتحاد والترقي جواسيس يهود:

نأتي بالأول لننتهي من قضية الدعاية التوجيهية، مثلا بالقرن التاسع عشر، كانت الدعاية كلها، أي كان الجواسيس اليهود، كان موجود جواسيس يهود بيننا، الآن يُعرف بعضهم، وإن كنت لا أذكر الأسماء، منهم مصطفى كمال، يهودي رئيس تركيا، طلعت باشا، يهودي، كان معروفا من قادة الجيش الذين عملوا الانقلاب من جمعية الاتحاد والترقي، طلعت باشا، أنور باشا، أنور باشا أبوه يهودي من بولونيا معروف وهو قال أنه أسلم، هؤلاء عملوا انقلابا ضد السلطان عبد الحميد، النتيجة، عندما عملوا جمعية الاتحاد والترقي، كل قادتها يهود، والقادة من الدرجة الثانية كلهم صوفيون، مشايخ الصوفية بتركيا وبلادنا، كانوا قادة، كل واحد يقود جماعته، بحزب تركيا الفتاة وحزب الاتحاد والترقي، وجمعية البيت التركي، وكل قيادتها يهود.

إخلاص السلطان عبد الحميد رحمه الله:

المشكلة أنه انتسب لها كثير من العرب، مثل عزيز المصري، اللواء عزيز المصري، وكان مخلصاً، وهو أبو الثورة المصرية يسمونه، كان مخلصا ولكن كان مجروفا بالسيل، جرفه السيل، غثاء كغثاء السيل، يأتي السيل فيجرف الغثاء، والغثاء ينجرف معه دون أن يشعر، لا يعرف إذا كان هناك سيل، كانت الدعاية، الدعاية خاصة ضد السلطان العثماني وخاصة ضد السلطان عبد الحميد، لأن السلطان عبد الحميد كان واعيا للقضية اليهودية، وكان يكافحها، ولكن كان يصفق بيد واحدة، لا توجد كف ثانية تصفق معه، يد واحدة تصفق، كان كل الناس ضده، خرجت الدعاية ضده، السلطان الأحمر، القاتل، السفاك، السفاح.

قصة هكذا جرت، بالأربعينات أو الخمسينات، هناك أساتذتنا رحمها الله، توفي الاثنان، سعيد الأفغاني وعز الدين التنوخي، أساتذة بالجامعة، أساتذة لغة عربية كانوا بالجامعة، سعيد الأفغاني توفي من سنتين أو ثلاثة[2]، أما عز الدين التنوخي فتوفي من زمن بعيد، من حوالي ثلاثين سنة، ذهبا بزيارة إلى تركيا لأنقرة، هناك أساتذة الجامعة عملوا لهم دعوة، وهم يتقنون اللغة التركية جيدا، فالبسهرة، أثناء السهرة، تحدثوا في سيرة السلطان عبد الحميد، الأساتذة هناك أثنوا على السلطان عبد الحميد.

ماذا قال لهم عز الدين التنوخي رحمه الله؟ الله يرحمه، ولكن هذه الدماء التي سفكها، سألوه، هل تستطيع تجلب لنا اسم شخص واحد من الذين قتلهم السلطان عبد الحميد، فقط شخص واحد، أكثر من واحد لا نريد! قال لهم لا أعرف، لا أعرف ولا اسم، قالوا له، حسنا تريد مهلة حوالي عشر سنوات أو خمسة عشر سنة؟ تبحث أنت وجماعتك ترون لنا، تعرفون لنا اسم شخص واحد من الذين قتلهم السلطان عبد الحميد، قال لهم ما القصة يعني؟ قالوا له لم يقتل أحدا، هذا مرضه كان، علته أنه لم يقتل أحدا، لو كان يقتل لما حدث انقلاب عليه، علته أنه كان متسامحاً مع أعدائه، كان رحيما، وكان يريد الإصلاح، ولكن كان يحارب اليهودية.

قصة السلطان عبد الحميد مع هرتزل:

جاء هرتزل، نبي الصهيونية كما يسمونه، زار السلطان عبد الحميد، كانت الدولة العثمانية بأزمة مالية خانقة، عرض عليه خمسة وعشرين ليرة ذهبية، لصندوق الدولة، وخمس ملايين ليرة ذهبية لجيبة السلطان عبد الحميد، فقط مقابل أن يسمح لليهود، الذي يريد أن يشتري بيت في فلسطين يسمح له يشتري بيت في فلسطين يسكن، فقط، غير ذلك لا يريد، أن اليهودي مثله مثل بقية الناس غيره، أي شخص يأتي لهذه البلد يريد أن يشتري بيت، يشتري ويسكن فيه مثل العادة، قال له اليهودي مثله، اعتذر منه بلطف، وأخرجه، قال له، هذه البلد ليست لي ليست ملك أبي، هذه البلد للمسلمين، لا أستطيع أنا، بعد سنة جاء هرتزل زاره مرة أخرى، طبعا هو مرسل من قبل اليهودية، زاره، طبعا من هم الواسطات؟ الصدر الأعظم، وتعني رئيس الوزراء، كانوا يسمونه الصدر الأعظم، الصدر الأعظم والوزراء والكبار في الدولة، هم الواسطة، دخلوا معه عند السلطان عبد الحميد.

قال له، جلالة السلطان، العام الماضي قد عرضت عليك خمسة وعشرين مليون ليرة للدولة، وخمسة ملايين لجيبتك، ثلاثين مليون، هؤلاء الثلاثين مليون لجيبتك، ومئة وخمس وعشرين مليون ليرة ذهبية لصندوق الدولة، فقام السطان عبد الحميد على الوزراء والذين جاءوا يتخبط بهم يسبهم، يكاد يُجن، طردهم، جاء الحرس رأسا طردوهم.

وجاء رأسا السلطان عبد الحميد، أصدر فرمان، يعني مرسوم، جعل فيه فلسطين وقف لا تُباع ولا تُشترى، ولا أحد، كلها وقف، لا تُباع ولا تُشترى، خرجت الإضرابات والمظاهرات في كل الدولة العثمانية بما فيها فلسطين، خرجوا الفلسطينيين، وبالشام، وأين ما كان، إضرابات، السلطان، تحركت الجيوش، ثلاثة أيام عاش الفرمان، الدعاية اليهودية موجودة، الدعاية ضد السلطان عبد الحميد صار عمرها عشرات السنين، عشرين أو خمس وعشرين سنة، فعندما عمل ذلك كانت الدعاية بالحقد على السلطان عبد الحميد موجودة، والجواسيس اليهود موجودون، رأسا قامت الدعاية.

أمثلة على غثائية شعوب الأمة:

مثل الآن عندما يخرجون لنا دعاية عندما خصصت السعودية أربع مليارات ونص ريال لإرسال بعثات إسلامية دعاة مسلمين إلى روسيا، خصصت لهم أربع مليارات ونصف من أجل المسلمين والدعوة والإسلامية ومكافحة الشيعة، رأسا خرج المسلمون هنا، سمعتها، صرت أسمعها أين ما كان، الخونة الكفار السعوديين قدموا لروسيا أربع مليارات ونصف ريال، الكفار الكفار! لكن هم قدموهم بعثوا خمسة عشر ألف داعية إسلامي يعلمون المسلمين، هم الذين منعوا التشيع أن ينتشر بروسيا، وجعلوا المسلمين هناك يفهمون الإسلام، يعني الآن مثل الأول، لم نتغير.

لأن إيران كانت قد بعثت بعثاتها للاتحاد السوفياتي، وكانوا يجهلون الإسلام جهلا كاملا، لا يعرفون من الإسلام إلا الحضرة الصوفية، طبعا الحضرة الصوفية ليست من الإسلام، الحضرة الصوفية من صفات اليهود، بالتوراة مكتوبة، “نسبح الرب بالدف، نسبح الرب الرقص، نسبح الرب بالغناء”، فالصلاة لا يعرفونها، فبعثوا أكثر من خمسة عشر ألف داعية، أتلكم عن حصتي أنا فلسطيني، من الفلسطينيين أرسلوا خمسة وأعادوا ثلاثا، فقط اثنان بقيا، على حصتي أتكلم، لا علاقة لي بحصتكم.

أقارب الأستاذ أبو الأمين:

أنا نعم من مواليد سورية، ووالدتي دمشقية كردية، ولكن والدي من نابلس، والدي وُلد وعاش في نابلس وذهب لسورية وتزوج والدتي من سورية، وولدت أنا بسورية، ولكن أختي توفيت بنابلس، وأولاد عمي اللزم شقيق أبي من أمه وأبيه، وأعمامي كلهم عاشوا في نابلس وتوفوا بنابلس، أولاد عمي حتى الآن بنابلس، وهنا لي أقارب بعمّان، يوجد المحامي راغب القاسم والطبيب غازي القاسم، وكلهم ناصريون أو شيوعيون بدون استثناء من الذين أعرفهم جميعهم، أما اذا يوجد أناس لا أعرفهم فلا أعرف.

سميح القاسم درزي، وفيصل القاسم إعلامي الجزيرة ابن أخت وزير داخلية سورية محمد أبو حربة وهو بعثي.

[1] للمزيد حول على هذا الرابط في موسوعة ويكيبديا:
https://en.wikipedia.org/wiki/Agitprop

[2] كان هذا من وقت هذه التسجيلات حوالي سنة 2000 تقريبا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *