جمال عبد الناصر وتأميم قناة السويس:
من القصص الأخرى سنة 1956، الاعتداء الثلاثي، بدأ بتأميم قناة السويس التي يمكنني أقول أنها أذهلت العالم الإسلامي، بمعنى أن تأميم قناة السويس كان شيئا رائعا، لاحقا حتى عرفنا القصة، اسمحولي أحكي لكم قصة قناة السويس، كانت حسب اتفاقية إسطنبول، الاتفاقية صارت سنة 1869، كانت قناة السويس ستؤول ملكيتها إلى مصر بجميع ممتلكاتها بكل شيء تماما إلى مصر مجانا، بعد (99) سنة من الاتفاقية، تكون في 1968، متى صار التأميم؟ في 1956، يعني قبل (12) سنة، يعني كان بعد (12) سنة ستؤول ملكية قناة السويس إلى مصر مجاني بدون أي شيء، ملكيتها تؤول كلها لمصر.
أذكر من الذاكرة، أن سعر سهم قناة السويس يتراوح بين (10 و 11 و 12) جنيه، كما تعلمون أسعار الأسهم تصعد وتنزل، كان وارد السهم الوسطي في سنة (4) جنيه، الجنيه الإنكليزي كان له قيمة ليرتين ذهب، (4) جنيهات تعني (8) ليرات ذهبية، والليرة الذهبية كان لها قوة شرائية أكبر من الليرة الذهبية الآن، الآن الليرة الذهبية الإنكليزية كم تساوي؟ خمسين، الليرتين مئة، كان ذاك الوقت الليرتين ذهب لهم قوة شرائية بقدر (200) دينار أردني الآن.[1]
فكان سعر السهم يُعتبر رخيص، على أساس كان يوجد خطر، أولا الذي سيشتري السهم إلى سنة سيشتريه؟ إلى (12) سنة فقط، بعد (12) ينتهي، يعني سيشتري السهم ويأخذ ثمنه فقط، وكان خطر الحرب العالمية الثالثة واردة، كانت كل الصحف، كل الناس يتوقعون، الحرب العالمية الثالثة أنها سوف تحصل بعد السنة هذه، أو التي بعدها أو التي بعدها، يعني كان واردا خطرها، فلذلك إذا صارت الحرب العالمية الثالثة، وارد قناة السويس راح، سوف تصبح ممر دولي، ممر عسكري، لن يعود لها وارد، كان السعر بين (10 – 12) جنيه.
يلاحظ قبل التأميم بشهر، بدأت أسعار قناة السويس ترتفع، كم وصلت بالضبط لا أعرف، لكن حوالي (40) جنيه، وهذا رقم غير معقول، لا يوجد مجنون، يأتي ويدفع (40) الآن، من أجل أن يأخذهم على مدى (12) سنة (48) جنيه، وإذا صار خطر الحرب خسر الكل، فلا أحد يعمل ذلك، وأظن أكثر من (40) جنيه، الآن لا أذكر.
صار تأميم القناة، أممت القناة، صار ما يسمى بالاعتداء الثلاثي، التأميم يعني جُعلت قناة السويس ملكا للدولة، للدولة المصرية، بدون أي تعويض، هذا معنى التأميم، ليس شراء، تؤخذ ملكا للدولة دون أي تعويض، تصير ملكا للدولة. اليهود كان لهم فيها أسهم كثيرة، اليهود كان لهم ربما (50%) أو (60%) من الأسهم، أسهم كثيرة كان فيها لليهود، والإنكليز والفرنسيون.
تخلف المسلمين وإعادة روح الاستعمار والحقد الصليبي:
صار الاعتداء الثلاثي، أسرارها لا نعرفها بالضبط كيف حدثت، ولكن كانت الروح الاستعمارية، لا تزال موجودة بأوروبا بشكل قوي، والآن لا تزال موجودة بأوروبا بأمريكا الروح الاستعمارية، الحقد الصليبي موجود، ولكنه الآن محصور بزوايا، محجوب بفلسفات الديمقراطية، وحقوق الانسان والإنسانية، والأمور هذه. ومنهم أناس فعلا صاروا ضد الاستعمار، وليس هذا فحسب، هناك أناس يحاربون الاستعمار ويحاربون الحقد الصليبي، كلها موجودة الآن، فنحن – للألم – جئنا رفعنا هذه الحواجز التي كانت تحجب الحقد، أخذنا هؤلاء المجاهدون منا في سبيل الشيطان، مثل الذين قتلوا بجنوب مصر السياح، مثل الذين كانوا يفجرون السفارات ويغتالوا ويعتقلوا، والمسلمين يفرحون!
هذه ماذا فعلت؟ رفعت الحجب التي كانت تحجب وتحجز وتحصر الحقد الصليبي، الروح الاستعمارية كانت محصورة بهذه الحجب، صرنا نرفعها شيئا فشيئا! ونحن ضعاف، نحن ضعاف لا نملك شيئا، قنبلة ذرية تبيدنا كلنا، قنبلة هيدروجينية واحدة، أكثر منها لا نستحق! بعض الناس يحسبون أنفسهم لأنهم مسلمون القنبلة الهيدروجينية لا تؤثر فينا! يعني أكرم على الله من عمر بن الخطاب الذي قتله خنجر واحد مجوسي، وأكرم على الله من عثمان بن عفان الذي قتلوه، وأكرم على الله من علي بن أبي طالب، وأكرم على الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي انكسر سنه وجرح، وأكرم على الله من حمزة.. هكذا نظن أنفسنا لا تؤثر فينا، نحن مسلمين لا تؤثر فينا الأسلحة! الله ينصرنا هكذا بمخالفته وعصيانه، أليس اسمنا مسلمين؟! هذا يكفي! هذه هي فلسفة المسلمين، نحن مسلمون الله ينصرنا! لا يا أخي حتى ننصر الله بالأول.
سفير مصر في غزة الذي كان يدعم الفدائيين:
نأتي لموضوعنا، اتفقوا على أساس يأتوا يحاربوا، كانت غزة تابعة لمصر، كان لها سفارة تابعة لمصر، على أساس أنها مستقلة، وفيها سفير مصري، بينما السفير كان يحكمها، هو كان حاكم غزة من قبل مصر، ولكن كان يسمى سفير، كان هناك إما (2300) أو (3200) فدائي، كانوا لا يتركون الإسرائيليين ينامون الليل، يشتغلون كانوا، ومن يحركهم ويديرهم؟ السفير المصري. جاءت للسفير المصري، هدية من مصر في أحد الأعياد نسيت أيها، فتحها فانفجرت عليه وقتلته، طبعا من أين جاءت الهدية، مؤقتا ربما لا تصدقون، من جمال عبد الناصر، لكن ربما لا تصدقون، لذلك لا داعي لها، جاءت من مصر، هذه قصة بين قوسين.
القائد علي المستكاوي والاعتداء الثلاثي:
نأتي لقصة الاعتداء الثلاثي، كان قائد قطاع غزة، العميد علي المستكاوي، كان قائد قطاع غزة، في أحد الليالي، يعني أذكرها كأنها قبل ثلاثة أشهر هذه، هذا كان متى؟ سنة 1956، أذكرنا كأنها قبل شهرين أو ثلاثة أو أربعة، أذكر أني كنت على الشرفة في البيت بدمشق، لم تكن لدينا راديوهات صغيرة، لم تكن وقتذاك منتشرة، لدي راديو كان كبيرا ألماني “كرونديك” اسمه، كانت النافذة مفتوحة وفي الشرفة جالس، وإذا به المذيع يذيع، الوقت بعد المغرب أو بعد العشاء، في الليل في السهرة، على أن إسرائيل أمرت بجمع الاحتياط، استدعاء الاحتياط استدعاءً جزئيا، ما هو كلي استدعاء جزئي.
طبعا علي المستكاوي هنا ما هو واجبه؟ أليس هو على الحدود؟ واجبه بدون العودة لا إلى قيادة ولا شيء، رأسا يطبق الاستنفار الكامل، إنه استدعت إسرائيل الاحتياط، إذن يوجد خطر، رأسا استنفار الجيش عنده استنفار كامل (100%)، ثاني يوم أو ثالث يوم أو رابع يوم، الصبح قبل طلوع الشمس وإذا الجيش الإسرائيلي، يوجد هنا صحراء سيناء، وهذه إسرائيل، وهذه مصر هناك، الجيش المصري كان موضوعا في الجانب الذي باتجاه البحر، وهناك ترك قسم من صحراء سيناء ما فيها أي جيش، توجد هكذا بعض المخافر، المخفر فيه ربما (10 أو 15 أو 20) جندي، وبين المخفر والمخفر حوالي (10) كيلو متر، هكذا موضوعين، يعني فارغة هذه المنطقة، وهنا الجيش والقوى.
صباح ذلك اليوم، وإذا بالجيش الإسرائيلي، من الجهة المفتوحة الفارغة، يدخل (90) كيلو متر حتى شرم الشيخ، أكثر من تسعين كيلو متر، حوالي (100) كيلو متر، وصل إلى شرم الشيخ، في هذه الحالة حسب القوانين العسكرية، لم يخرج علي المستكاوي عن القوانين العسكرية، يهجم باعتباره هوجم، يهجم على العدو ثم يبعث بالخبر، ولا يقوم بطلب من القيادة السياسية أو العسكرية تأذن له، لأنه هوجم، رأسا يحرك جيش، ويضرب ويخبر، أنه حصل كذا كذا، حسب التعاليم العسكرية الجيش هجم باتجاه إسرائيل، إسرائيل فارغة من الجيش، جيش أين صار؟ على بعد (90) كليو متر في صحراء سيناء في شرم الشيخ، فالجيش المصري يدخل ويحتلها في يوم واحد.
تحرك الجيش باتجاه إسرائيل، وبعث علي المستكاوي خبرا للقيادة أنه الجيش الإسرائيلي دخل وصار عند شرم الشيخ، بعمق (90) كيلو متر داخل حدود الجيش المصري، يعني داخل حدود غزة، ونحن حركنا الجيش لاحتلال إسرائيل. جاءه الأمر أوقف الزحف!، قال لهم الزحف تحرك، الجيش تحرك، كيف أوقفه؟ لم يعد يتوقف، فأصروا عليه بإيقاف الزحف، قالهم لهم أنا لا آخذ الأوامر إلا من “الريّس”، “ما باخدش الأوامر إلا من الريّس”، قالوا له إذن تحدث مع الرئيس، تكلم معه جمال عبد الناصر بنفسه، قال له “يا علي، دا سياسة عليا، دا فخ ناصبينه إلنا، أوقف الزحف الآن، وبشرح لك ياها بعدين، الآن أوقف الزحف”، هذا الرئيس جمال عبد الناصر، فأوقف الزحف.
أمر جمال عبد الناصر بالتراجع الكيفي:
بعد ربع ساعة إلى نصف ساعة، جاءه أمر ثاني، بالتراجع الفوري إلى العريش، قال لهم هذا مستحيل، نحتاج ثلاثة أو أربعة أشهر، الذخائر عندنا حتى ننقلها والخ، كيف نتراجع؟! قالوا له اترك كل شيء في مكانه وتراجع!، قال لهم كيف نترك كل شيء في مكانه ونتراجع؟! هذا كلام غير صحيح، على الأقل أحتاج ثلاثة أيام حتى نفجر الأسلحة كي لا يستفيد منها العدو، قالوا له لا، اترك كل شيء في مكانه لا تفجر شيئا، هذه مثل ما كان يحكي لنا الضباط الذين كانوا موجودين، قالهم يريد الرئيس، تحدث معه الرئيس قال له، يا علي قلت لك هذه سياسة عليا، هذا فخ نصبوه لنا، نريد نفلت من الفخ، وسوف نرجع نحن راجعين لن يطول بنا الأمر، لكن الآن نريد الإفلات من الفخ، تراجع كيفي رأسا، رأسا رأسا تراجع إلى العريش.
وقت تكلم معه الرئيس، لم يعد هناك مجال لعدم الاستجابة للأمر، جمع علي المسكاوي الضباط، كان طبعا الزحف قد توقف، توقف قبل حوالي ربع إلى نصف ساعة، جمع الضباط وقالهم لهم “هيك هيك وريّسكم يهودي، هيك هيك هيك إجانا الأمر، إسرائيل الآن مفتوحة أمامنا ما فيها جيش، ندخل ونحتلها، ومع ذلك يأمرونا بالتراجع وترك الأسلحة لليهود” أسلحة كانوا قد اشتروها من روسيا، بكذا مليار دولار في ذلك الوقت، النساء تبرعت بأساروها الذهبية وبحليها، بثمن الخبز وكذا.. لتسليح الجيش، كل الأسلحة موجودة هنا.
قال للضباط ذلك، قالوا له والله إسرائيل فارغة من الجيش، نحتلها، وبعد ذلك يشنقونا، يعملوا بنا ما يشاؤون، سنكون قد احتلينا إسرائيل وقضينا عليها، قال لهم توكلوا على الله، خرجوا رأسا إلى قطعاتهم، كل قائد إلى قطعته، رأسا جمال عبد الناصر، جماعته مبثوثين بين الضباط، لم يكن قد تركها، المسألة لا تتركها اليهودية فارغة، رأسا الخبر وصل إلى جمال، أنه هكذا حصل، رأسا جمال بعث أمر باللاسلكي بنقل اللواء أو العميد علي المستكاوي وفلان وفلان، وفلان، إلى القاهرة، وفلان وفلان وفلان، كذا واحد، خمسين أو ستين لا أدري.
ويستلم العميد فؤاد الدجوي مكان العميد علي مستكاوي، وفلان بدل فلان وفلان بدل فلان، ويُكلف العميد فؤاد الدجوي بتنفيذ أمرنا هذا. جاء العميد فؤاد الدجوي استلم قيادة الجيش، بعد ساعة أو ساعتين جاءت طائرة أو طائرتين من مصر، حملت الضباط الذين نقلوا إلى مصر، وتراجع فؤاد الدجوي بالجيش إلى العريش.
وكان الجيش الإسرائيلي قد عمل لهم كمائن في الطريق، عندما ذهب بالليل وعمل وكل شيء كان مدروس، عمل لهم كمائن، والجيش المصري يتراجع تراجع كيفي، كانت تأتي طائرات، وهؤلاء الجنود متراجعين، تأتي الطائرات ترش، تقتل من تقتل وتظل ذاهبة، طائرات وراء طائرات، تكون هذه الجماعة التي كانت كتيبة يوما ما أو ساعة ما كانت كتيبة، وهي راجعة تمشي مشيا، لا يوجد، لا يرون إلا الرصاص ينزل عليهم من الكمين، قتل نصفهم أو ثلثيهم واستسلم الباقي، يعني ما قاله الخبراء، كان عدد القتلى (35) ألف مصري، وحتى الآن يقولنها، أنه الآن يقولون (30) ألف ولا يقولون (35) ألف، ولكن ذاك الوقت الحقيقة (35) ألف جندي قتلوا أثناء التراجع.
خطبة جمال عبد الناصر بعيد النصر الدجلي:
لماذا سُلمت إسرائيل، نذكرها من خطبة لجمال عبد الناصر، لما سمّاه عيد النصر، وفعلا بالنسبة له كان عيد نصر، بالنسبة له ولإسرائيل كان عيد نصر، وبالنسبة لنا نحن المسلمين والعرب، أيضا بما فينا المسيحيين، هو عيد خزي التاريخ، أو عيد الغباء، العيد الذي يدل فعلا على أننا كما وصفنا الرسول صلى الله عليه وسلم غثاء كغثاء السيل، ماذا كانت الخطبة التي ألقاها في بور سعيد، أذكرها من الذاكرة، ممكن الأرقام في غلط، وإن كان أظن الغلط أقل من الحقيقة وليس أكثر.
قال “صحيح أننا خسرنا ثلاثمئة دبابة.. صحيح نحن خسرنا طائر بكامله.. صحيح نحن خسرنا (5000) سيارة لوري.. صحيح نحن خسرنا (3000) مدفع مختلفة الحجوم.. صحيح نحن خسرنا (100) ألف بندقية ورشاش.. صحيح نحن خسرنا مليون وحدة من الذخيرة.. صحيح نحن خسرنا أكثر من مليون طن من الوقود.. صحيح نحن خسرنا (15) ألف جندي ما بين قتيل وأسير..”، قلنا القتلى (35) ألف كانوا، وهو قال (8) آلاف قتيل و(7) آلاف أسير، هم نعم كان الأسرى (7) آلاف، ولكت القتلى كانوا (35) ألف، صحيح نحن خسرما مطار بكامل طائراته وتجهيزاته.. صحيح أننا خسرنا كل هذا.. لكن نحن ربنا الجيش المصري!”.
في ذلك الوقت كنت أنا، بلا حياء، ناصريا، يعني مخدوع بالناصرية، ونريد الوحدة، وجمال واثق به أنه جيد، ولكن كنت أتساءل ما هو الجيش المصري؟! ما هو الجيش المصري؟! ما دام كل الأسلحة التي اشتروها من روسيا بمليارات الدولارات، قُدمت مجانا أخذتها إسرائيل مجانا، الجيش المصري قال فقط (15) ألف، (8) آلاف قتيل و(7) آلاف أسير، وتراجع الجيش المصري، والمطار وكل شيء، حسنا، ما هو هذا الجيش المصري الذي ربحوه، ماذا كنت أقول لنفسي؟ كنت أقول لا أعرف! يعني نحن نجهل الأمور هذه! يوجد أناس يعرفونها.
قصة البارجة إبراهيم وعبد الناصر:
ثم لما عرفنا، وإذا هناك أمور لم يذكرها جمال عبد الناصر، ذكر لنا السلاح البري، والسلاح الجوي، والدروع والجنود ذكرها، ولم يذكر السلاح البحري، فكان هناك البارجة إبراهيم، كان راسية إما في الإسنكدرية أو بور سعيد، لم أعد أذكر، كانت راسية في إحدى المرافئ المصرية على البحر الأبيض، جاءها الأمر البارجة إبراهيم، جاءها الأمر بالتوجه نحو يافا، لتأدية مهمة سوف تُبلغها عندما تصل، عند الوصول.
تحركت البارجة إبراهيم في اتجاه يافا، وإذا بالكمين البحري موجود لها، رأسا أحيطت بالقوارب، والغواصة والخ، وهُدّدت بالتدمير، استسلم رُبانها، عُرض ربانها في أقفاص حديدية في تل أبيب وصورتها الصحافة العالمية، إلا صحافتنا لم تصورها، حتى الصحافة الإسلامية لم تصورها، عُرضوا بحارتنا، وأعلن أن البارجة إبراهيم أغرقت نفسها، أحيطت بالأساطيل الفرنسية والإنكليزية والقوارب اليهودية، ولما رأت نفسها أنها ستؤسر، قام ربانها وطاقمها بإغراق البارجة وأغرقوا أنفسهم معها! وصدقناها!
وكتب كاتب من عندنا من سورية، كتابا سماه بطولة سفينة، وكان يُدرّس كتاب مطالعة في المدارس في الصف التاسع، لحد سنة (1973) أو بعدها بسنة أو سنتين، حتى افتضحت القضية وصارت فضيحة بأنه “العمى لك شو بطولة سفينة؟!” حتى ألغي.
إسرائيل استلمت البارجة إبراهيم، وصارت ما تسمى عندها البارجة إيلات، وبقيت البارجة إيلات عند إسرائيل، بارجة إسرائيلية من سنة (1956) إلى سنة (1967)، في هذه السنة أغرقتها مدمّرة أميركية اسمها ليبرتي، المدمرة ليبرتي أغرقتها غلطا وليس عمداً.
البارجة إبراهيم صارت عند إسرائيل البارجة إيلات، وبقيت حتى سنة 1967، سنة 1967 أغرقتها مدمرة أميركية المدمرة ليبرتي، خطأً أغرقتها، ما سبب الخطأ بالضبط؟ أظن بالأول البارجة إيلات التي كان اسمها إبراهيم، ضربت المدمرة ليبرتي غلطاً، فقامت ردت عليها ليبرتي وأغرقتها، هذه التي قدمها جمال عبد الناصر سنة 56، وقدم معها صحراء سيناء بكاملها، وقسما من مصر حتى نهر النيل.
[1] في حوالي سنة 2000 م.