نأتي إلى منطلق ثاني، للمسلم وغير المسلم.
الماركسية قتلت مئتين وثلاثين مليون مسلم ومسلمة:
لِمَ الماركسية تقتل المسلمين منذ ثلاث وثمانين سنة، قتلا لم يعرف التاريخ له مثيلا، قد صارت قاتلة في هذه الثلاث وثمانين سنة ما يعادل مئتين وثلاثين مليون مسلم ومسلمة، مئتين وثلاثين مليون وليس ألف، هذا ما يعادل العدد الوسطي إذا أخذنا تقديرات العدد الوسطي، العدد الأدنى إذا أردنا نأخذ العدد الأدنى بالتقديرات، لأن الماركسيين عندما يقتلون لا يذكرون أننا قتلنا اليوم عشرة آلاف وبالأمس قتلنا خمسين ألف، لا يذكرون ذلك، كيف نعرف عدد القتلى؟ من الإحصاءات الرسمية التي تصدر.
سنة 1921 مثلا إحصاء شبه رسمي في الاتحاد السوفيتي، عدد المسلمين خمسة وثلاثين مليون، سنة 1939 إحصاء رسمي عشرين مليون عدد المسلمين، تسعة عشر مليون أين ذهبوا؟ هذا إذا حذفنا التكاثر، لأنه في هذا العصر في التسعة عشر سنة تتضاعف، الخمس وثلاثين مليون يجب أن يصبحوا سبعين مليون، إذا ليس سبعين مليون، خمسين مليون، وإذا بهم عشرين مليون، فكذا يعني إحصاء القتلى يحصل.
الصرب الماركسيين وقتل المسلمين في البوسنة:
فلم لا أحد من المسلمين يعرفها، ولا أحد يتكلم بها، القتل، الماركسية تقتلنا في كل مكان، في الشيشان، في البوسنة، كانت تقتلنا في البوسنة والهرسك ونحن نشتم أميركا وأوروبا ونشتم الصليبية، حسنا، وأنا أيضا أشتم أميركا وأشتم الصليبية، ولكن الذي يقتلنا هو الماركسية، الصرب ماركسيون، تركوا دينهم، آباءهم كانوا نصارى، أما هم الآن ماركسيون، ماذا يقولون لك؟! كانوا عندما يقتلون الشخص كانوا يرسمون عليه صليب! نعم كانوا يرسمون الصليب، وهذا من الخطة، إحدى الخطط أنه يجب أن يكون الصراع، صراعنا لا يتوجه ضد الماركسية، يجب أن يتوجه ضد الصليبية، من أجل أن تظل الشيوعية تفعل بنا، بحرية كاملة تبيدنا! ونجحت نجاحا كبيرا.
البعث العراقي قتل نصف مليون من المسلمين:
تقتلنا في كل مكان ونحن نشتم الصليبية والنصارى وأميركا والسعودية والأردن، قد يأتي شخص ويقول هذا تلميع للسعودية والأردن، هكذا عادة أمتنا، لا يا سيدي، ما هو تلميع، هذا نحن المسلمين قد نسَوا، حزب البعث العراقي وحده قتل من المسلمين حوالي نصف مليون أمام أعيننا، كلنا شاهدناه، لا أحد لم يعشها من سنة 1992 وما بعده، أو من 1980، أو من سنة 1968 بالأصح بعضكم لم يكن قد ولد بعد، العراق قتلت حوالي نصف مليون مسلم ببغداد صدام حسين، لأنهم مسلمون فقط.
البعث السوري قتل مئة ألف:
والمسلمون لا يتحركون، ولا أحد يهتم، وكأنه لا يوجد شيء، شيء عادي! سورية حوالي مئة ألف، حتى الآن يوجد حوالي ثلاثين ألف في السجون، ولا المسلمون يتحركون، من الفلسطينيين يوجد حوالي ألف في سجون سورية الآن، أكثر من ألف شخص تحت التعذيب لأنهم فلسطينيون، بعضهم كان يريد تهريب أسلحة للمجاهدين في فلسطين، لا أحد يأتي على ذكرهم أبدا! فلمَ؟ هذا سؤال كبير. لم؟ أجيبونا عليه.
لماذا؟ أميركا عندما ضربت أفغانستان، ثار المسلمون وعملوا مظاهرات وهذا جيد جدا، رغم أغلاط الأفغان بل جرائمهم، ورغم أنهم أثاروا الدنيا علينا وكرّهوا الناس بالإسلام، ومع ذلك لو أكون الآن بأفغانستان، أتجند طلبا للشهادة في سبيل الله، رغم أن الأفغانيون هم المخطؤون يعني، مخطؤون لأن القضية تحتاج إلى فهم، فقه المصالح والمفاسد، مصلحة الإسلام قبل كل شيء، مصلحة الدعوة الإسلامية، فنرى الناس ثاروا وخرجوا في مظاهرات ضد أميركا، وهذا جيد، الماركسية تبيد في المسلمين إبادة في كل مكان ولا مسلم يتحرك! لمَ؟ سؤال!
لماذا يتحدث الناس عن الجيوش الأميركية في الدول العربية ولا يتحدثون عن الجيوش الروسية؟
سؤال ثاني، الآن نرى المسلمين وعلى رأسهم سفر الحوالي، وسلمان عودة، هدانا الله وإياهم الجميع، يصيحون أميركا في السعودية، الجيش الأميركي في السعودية، أميركا محتلة السعودية، وزاد بعضهم أنه قد نجسوا الحرم وصارت النساء العاريات في الحرم، هنا بعض علمائنا! تعرفونهم. يعني يكذبون.. صرنا نكذب من أجل هذا!
حسنا، سورية يوجد فيها إحدى عشرة ألف جندي روسي سوفياتي من سنة 1967 لحماية النظام، وسبعة آلاف وخمسمئة خبير سوفيتي، منهم ألف وخمسمئة أو ألفين معروف عملهم، والباقي ما هو عملهم؟ غير معروف. الخبراء السوفيات حتى الآن موجودون، الإحدى عشر ألف الجنود، لا أعرف إذا الآن لا زالوا موجودين أم لا؟
العراق[1]، حتى الآن لا يزال فيها الخبراء الروس وكانوا دائما فيها مع الجيش الروسي، مصر بزمن جمال عبد الناصر، سبعة عشر ألف جندي روسي لحماية النظام، عدا عن ثمانية آلاف خبير روسي، ليبيا، اليمن، حضرموت، اليمن الجنوبي كان فيها مطار بحجم عمّان الكبرى، تأتي الطائرة من روسيا إلى هناك بدون فيزا ولا شيء، تنزل هناك، يذهبون إلى المدينة، يذهبون لليمن معهم قطعة من الورق يدورون فيها في كل اليمن ويعودون، طائراتها كانت تسيطر على كل المنطقة، ولها قاعدتان بحريتان، واحدة في قُطُر، والأخرى في المكلّا.
وما وجدنا المسلمين يتحدثون، ولا أحد يذكرها طاريها، ولا أحد يقول أن الجيش السوفيتي في العراق، الجيش السوفيتي في سورية، سورية مستعمرة، ولا الجيش السوفيتي بليبيا، الجيش السوفيتي بمصر، باليمن، لا أحد يذكرها بالطاري نهائيا نهائيا نهائيا! تذكرها له، يسمعها الشخص، يدخل الكلام من أذن ويخرج من الأذن الأخرى! يعني خلق الله لنا في هذا العصر نحن المسلمين كأنه خلقها لنا من أجل أن الكلام يدخل في أذن ويخرج من الأخرى! ممرّ يعني! حسنا، هذا سؤال، لماذا؟!
الجيش الأميركي في السعودية لتوقيف العراق وإيران، يعني إيران تريد احتلال هذه البلاد، والعراق يريد أن يحتل، خلفهم إسرائيل، الشيوعية طبعا، وخلف الكل إسرائيل، أو المجلس اليهودي الأعلى، مجلس السنهدرين.
فالسؤال، لم؟ لأن الجيش الأميركي الآن قوة موجود في السعودية والكويت، ضد اليسار، ضد البعث العراقي وضد إيران، أقمنا الدنيا، الناس يتكلمون، بينما الجيوش الماركسية كانت موجودة في بلادنا ولم تزل والخبراء الماركسيون، كانوا موجودين ولم يزالوا، ولا كلمة ولا حرف! لما شخص يتحدث هكذا كلمة عابرة، تجد الناس يقرأونا للتسلية وتذهب، لم؟ سؤال استفهام، نريد جوابا عليه.
[1] قبل سقوط صدام.