أميركا أرجعت إسرائيل عن احتلال سيناء:
على أساس ماذا؟ أنه انتصار، أخذتها إسرائيل بحرب، من الذي أرجع إسرائيل؟ أميركا. أميركا تريد الدفاع عن إسرائيل، تريد بقاء اليهود في فلسطين داخل فلسطين، من أجل العقيدة، عقيدة القيامة لتأتي النار تحرق نصف اليهود، أما أن يخرج اليهود من فلسطين، ويعملوا إسرائيل الكبرى، فالبروتستانت يرفضونه، لأنه يخالف عقيدتهم.
المبادئ وليس المصالح هي التي تسيّر الأمم:
والذين يقولون لك العقائد والدين انتهى، يضحكون علينا وعلى أنفسهم أيضا، العقائد هي التي تسيّر الأمم، المبادئ هي التي تسيّر الأمم، والمصالح لما يتفاوضون، يتفاوضون على المصالح، المبادئ لا يُتفاوض عليها، تابعة للمصالح، أتنازل لك أو تتنازل لي، أعطيك أو تعطيني، لكن لما يصل إلى مبدأ يقول له قف، هذا مبدأ، هذا مبدأ لا يوجد كلام، لا كلام في المبادئ، فقط في المصالح التنازلات، فهؤلاء يضحكون على أنفسهم وعلينا، طبعا يضحكون علينا، أنه الآن الدنيا فقط مصالح!، نعم المصالح موجودة، والتفاوض على المصالح، لكن المبادئ، هي التي تسيّر الدنيا، أنت احسب نفسك، كما يقول المثل “عد صاحبك مثل نفسك”.
كيف أنا تسيّرني مبادئي والبعثي تسيّره مبادئه والشيوعي، والمصالح تسيّرنا أيضا، ولكن المبدأ أقوى، وكذلك الدنيا كلها الآن المبادئ، ولكن التفاوض يحصل على المصالح، ويضحكون علينا يقولون كلٌ يريد مصالحه، نعم كلٌ يريد مصالحه، ولكن المبادئ قبل كل شيء، المبادئ هي الأساس، والمصالح في خدمة المبادئ، وليس العكس.
في إحدى ظواهر الصحوة الإسلامية أنه الآن انتهت المبادئ، هناك دكاترة أساتذة بالجامعة، بثقة هكذا يناقشوني، أن المبادئ ذهبت الآن مصالح، هكذا بثقة يتكلمون، يعني أنهم عن عمق يتكلمون!.
أيزنهاور يجبر إسرائيل على إعادة سيناء:
فهذه قصة سنة 56، أميركا أرجعت إسرائيل كما كانت، قالت لهم شبر أرض لا تأخذون، عندما احتلت إسرائيل مصر، اجتازوا القناة واحتلوا مصر، رأسا أميركا تحركت في تلك الساعة، بالأول لأنه بسرعة سلمهم، بسرعة كانوا يمشون، بسرعة أمر الجيش بالتراجع لمصر، خرج الجيش، دخلت إسرائيل، اجتازت قناة السويس ودخلت إلى مصر، رأسا أيزنهاور كان رئيس جمهورية أميركا، حرك الأسطول السادس في البحر الأبيض ووضعه أمام فلسطين، قال لهم الآن تعودون إلى مثل ما كنتم قبل الحرب، شبر أرض واحد لا يمكنكم أخذه، وأي رصاصة تصدر الأسطول السادس سوف يضربكم.
طبعا أوقفوا الضرب، لا يوجد كلام إلا هذا، وصاروا يحاوروا ويدوروا ويحتالوا كما تعرف أساليب اليهود، ظلوا أربع أو خمس ساعات، قال لهم أينهاور لا يوجد كلام، تعودون كما كنتم، شبر أرض لا تأخذون، أي ربح لا تأخذوه.
قصة إنذار بولغانين الدجلي:
رأساً بعثوا إلى روسيا أنه هكذا الآن أجبرنا على التوقف، هيا اشتغلي.. رئيس وزراء روسيا بولغانين قام إصدر إنذار! بعد ما انتهى كل شيء، توقفت الحرب وتوقفت وانتهى كل شيء! أصدر إنذار إلى فرنسا وإنكلترا وإسرائيل إذا لم توقفوا الحرب سوف نتحرك أو كذا مثل هذا. وصارت الصحافة اليهودية في العالم تنشرها يوميا بالمونشيت، والصحافة الإسلامية، بالمونشيت الأحمر، وصدقنا الخبر! صدقنا أن روسيا هي التي أوقفت الحرب، إنذار بولغانين، وصار إنذار بولغانين!
وأعرف لي أصدقاء كانوا إسلاميين، وبعضهم من الإخوان المسلمين، ومن ألمهم على الإسلام الذي سوف يذهب! ومن فرحهم أن روسيا نصرت الإسلام، صاروا شيوعيين! بعد خمسة أو ستة أشهر كانوا من ألد أعداء الإسلام، كانوا يشتمون الإسلام والمسلمين، وكانوا أكثر من الشيوعيين.
لي أصدقاء كانوا قوميين عرب، كان ذاك الوقت القومية العربية حزب القوميين العرب، وله حركة قوية، الآن اندمجوا بالبعثيين، فالقوميون العرب وبعثيون، كانوا قومية عربية عندهم، من حبهم للقومية العربية وأن روسيا أنقذت القومية العربية دخلوا في الحزب الشيوعي، بعد خمسة أو ستة أشهر، كانوا من ألد أعداء العروبة والعرب والقومية العربية، صاروا شيوعيين، هذا كله سنة 56، وظلينا فعلا نظن أن إنذار بولغانين هو الذي أرجع سيناء، وإذا بعد، حتى عرفتها أنا بعد حوالي خمس سنوات أو ست سنوات، يهمنا ماذا فعل جمال هنا؟