الجاسوسية الإخبارية والجاسوسية التوجيهية وقوانين الدعاية – سلسلة الجاسوسية اليهودية 6

نأتي الآن إلى الجاسوسية من حيث الوظيفة.

الجاسوسية من حيث الوظيفة:

الجاسوسية من حيث الوظيفة، لها وظيفتان: إما إخبارية، أو توجيهية.

الجاسوسية الإخبارية:

الجاسوسية الإخبارية أن يحصل الجاسوس على الخبر ويبعثه، يكتبه ويبعث به، طبعا البعثي يبعثه إلى قيادته، والشيوعي يبعث الخبر إلى قيادته، والتحريري إلى قيادته، الناصري إلى قيادته، قيادته هي التي تبعث نسخة إلى إسرائيل، نسخة إلى موسكو، ونسخة تحتفظ بها هي، فالتحريري هو مخلص، يظن نفسه مجاهداً في سبيل الله، البعثي يظن نفسه مجاهدا في سبيل البعث، ولكن الآن كثير من البعثيين تفتّحت عيونهم، وعلموا أنهم كانوا مضحوكٌ عليهم، والبقية لا ضمير عندهم ولا أخلاق يزعمون أنهم يريدون العيش الخ. والشيوعيون نفس الشيء. فهذه هي الجاسوسية الإخبارية.

الجاسوسية التوجيهية:

الجاسوسية التوجيهية لا يكون الجاسوس إلا حزبيا منتظما إلى حزب، مؤمنا بعقيدة ما، حزب التحرير تحريري، الشيوعي والبعثي، يبثّ فكرة، هناك فكرة تريدها اليهودية أن تُبثّ في المجتمع، من يبثها؟ الكوادر، هؤلاء الجاسوسية التي تسمى الجاسوسية التوجيهية، تأتي بشكل شعارات، مثلا الآن لا تسمعون بشعار “الدين أفيون الشعوب”، لم تعودوا تسمعون به، كان هذا الشعار منتشرا جدا قبل خمسين سنة… الدين أفيون الشعوب… المتدين الرجعية العفنة… أبو لحية مسوّسة… ألا ليت اللحى كانت حشيشا فنطعمها خيول المسلمين… يا لقمة لا نراها بغير جهد الشقاء… الخ…

الشعارات في الجاسوسية التوجيهية:

هذه لم تعودوا تسمعون بها، هذه انتهى دورها، لأن لها قصة طويلة، والمسألة من قوانين الدعاية، فشعارات، والشعارات ينتج في المجتمع، وما دامه ينتج يبقى موجودا، طبقا لا يطلقون في المجتمع شعارا واحدا، بل عشرات الشعارات، تُطلق في المجتمع، فتجد المسلم يحكيها والمسيحي يحيكها والشيوعي والبثعي وكذا، ما دامت تؤتي أكلها ما دام هذا الشعار يطلقونه، عندما يجدون الناس انتبهوا له، وتوقفوا عن الاستجابة له، مثلا كلمتي “الرجعية والتقدمية”، الآن لم نعد نسمعها، هذا رجعي وهذا تقدمي لم نعد نسمع بها، من قبل كان الشخص لا يذهب للمسجد لئلا يُقال عنه رجعي، يقول لك أصلي في البيت حتى لا يقول الناس عني رجعي، وكان الشخص عندما يُقال له رجعي، يقول بعصبية أنا لست رجعيا ويحدث جدال متشجنج… صار لهذه الكلمة تأثير رهيب.

عندما صارت تُقاوم، صاروا يقولون أخي نحن رجعيين أنتم تقدميين قدمتم البلاد لإسرائيل، نحن رجعيين سوف نرجعها، وأصبحوا يستهزؤوا بالتقدميين “تجلطيين…” الخ، وأخيرا لم تعد تؤتي أكلها فألغيت. وابدلوها بغيرها، الآن حاليا ما هو الشعار الموجود؟ “الولاء والبراء”، “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون”، والعجيب العجيب، أنه من هم الذين لا يحكمون بما أنزل الله؟! هم الذين يقاومون الماركسية! أما حزب البعث فهذا يقولون عنه معروف أنه كافر (اتركونا) منه، البعث العراقي؟ اتركونا منه معروف أنه كافر! هؤلاء يحكمون بما أنزل الله! معروفين كافرين اتركونا منهم! أما أين الخطر؟! الذين يقاومون الشيوعية! هؤلاء هم الكفرة الذين يجب ان نقتلهم! هذه هي الجاسوسية التوجيهية.

تفاصيل أكثر عن الجاسوسية الإخبارية:

بهذا نكون قد أخذنا فكرة عن الجاسوسية من حيث الشكل ومن حيث الوظيفة. قلنا توجد الجاسوسية من حيث الوظيفة هناك الإخبارية، وهذه ممكن موظف عادي مقابل راتب، “أخي تحضر لنا أخبار، وكل خبر له ثمنه”، هذا لا يوثق به كثيرا عادة، لذلك يجندون العشرات، ولا يأخذون بخبر الواحد، يريدون الخبر الواحد من عشرات لا يعرفون بعضهم، تأتيهم التقارير، خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية أو عشرة تقارير بنفس الموضوع، فيعلمون أنه صحيح فيأخذون به، فإذا جاءهم تقرير واحد يحاولون التحقق منه.

في الجاسوسية الإخبارية ممكن يكون الشخص ذو عقيدة، يصبح في نفس الوقت توجيهي وإخباري، وممكن يكون موظف عادي فقط المطلوب منه أن يبعث بأخبار، مهما يحدث يرسل خبرا، فيكتب لهم مقابل ثمنه، هذه الإخبارية، هذه فكرة عن الجاسوسية من حيث الشكل ومن حيث الوظيفة.

الدعاية وقوانينها:

نأتي الآن إلى الدعاية، الدعاية قوانينها كثيرة، أخطر قانون وأول قانون وأهم قانون، القانون الذي يقول: “عاملا الاقتناع هما التكرار والزمن” أو الغزارة والزمن أو الزخم والزمن، هذا أخطر قانون على الإطلاق. عندما اكتشف اليهود هذا القانون قبل حوالي (250 – 300) سنة تقريبا بدأوا بالزحف على السيطرة على العالم.

قانون الدعاية الأهم التكرار والزمن:

عاملا الاقتناع هما التكرار والزمن، أو الغزارة والزمن أو الزخم والزمن، المسيحي عندما يقول: “عيسى هو الله”! لكن هو رجل مثلنا مثله هو الله؟! كيف هذه؟ عن طريق الغزارة والزمن، تكرار وزمن، يسمعها يسمعها، فصارت عنده بدهية. الذي يعبد صنم أو حجر يسجد له! عن طريق ماذا؟ عن طريق التكرار والزمن، بقي يسمعها يسمعها طيلة سنوات طويلة أن هذا مقدس مقدس، فيسجد له.

فأي فكرة، لو يأتينا الآن مثلا، أشخاص عددهم عشرة، كل يوم شخص منهم يقول لنا أن هذا التلفاز هو “جمل البوبعي” هذا هو، أول يوم نسمعه مرتين أو ثلاثة، ثم ثاني يوم وثالث يوم ورابع يوم، ثم بعد سنة ثم بعد سنتين، ثم بعد أربع خمس سنوات نصبح نراه جمل، إذا شخص قال لنا هذا تلفاز، نقول له: هل أنت أعمى؟ ألم ترى أنه جمل؟! نصبح نراه جمل! مع التكرار والزمن.

هذا أخطر قانون على الإطلاق، ومنذ بدأ اليهود بتطبيقه، بدأو بالسيطرة على العالم، والآن سيطروا ويسيّرون العالم، بطريق الشعارات، بطريق الدعاية بالتكرار والزمن، التكرار والزمن هذه الدعاية. هذه رأس الدعاية على الإطلاق، رأس علم الدعاية، عاملا الاقتناع هما التكرار والزمن.

عودة للتفصيل في موضوع الولاء والبراء:

بالنسبة للولاء والبراء، الولاء والبراء بالأصل الولاء للإسلام، وليس لشخص، الولاء للإسلام والقضية الإسلامية وللدعوة الإسلامية، وليس الولاء لفلان وعلنتان، والبراء نفس الشيء، البراء من الذين… يعني الآن إذا مسلم يعمل عملا يضر الإسلام، نتبرّأ منه قبل كافر يعمل عملا قد يفيد الإسلام، كافر يكون يعمل عملا يفيد الإسلام، لا نتبرأ منه، طبعا يظل كافر، ليس معنى هذا أن نحبه، لا نحبه ولكن قال تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” [الممتحنة:8]، ولكن ليس الحب، الحب هذا لا، ولكن نبرّه ونقسط إليه ونعامله بالحسنى، هذا من أجل الدعوة الإسلامية.

فالولاء للدعوة الإسلامية للقضية الإسلامية للإسلام، وليس لفلان وعلنتان، والبراء من الذين يضرون الإسلام، كائنين من كانوا، من الذين يشكلون فتنة في العمل الإسلامي، فالولاء والبراء وضعوها لنا، وكادوا يجعلونها صنما، الولاء والبراء. والعجيب أن البراء ممن؟! فقط من الذين يعادون الماركسية! هذا العجيب في الأمر. النظام الأردني ليس نظاما إسلاميا، ولكنه لا يعادي الإسلام ولا يحارب الإسلام، ويريدون لنا أن نتبرأ منه، لماذا؟ لأنه يحارب الشيوعية والبعثية ويعاديها، فجيب أن نتبرأ منه! وإذا لم تتبرأ منه تكون كافرا! لماذا؟ لأنه يعادي الشيوعية.

النظام السعودي نظام إسلامي، هذا النظام يعادي الشيوعية، لذلك يجب أن نتبرأ منه! كفار! أكفر الكفار هي السعودية! لماذا؟ الحقيقة لأنه يحارب اليسار، يحارب حزب البعث. فنحن عندنا صار الكافر هو الذي يحارب الشيوعية! هذا هو الذي لا يحكم بما أنزل الله، عندما يكون النظام شيوعي يقولون معروف أنه كافر اتركونا منه!

قاعدة كفتي الميزان:

وعلى سيرة هذا التعبير “معروف أنه كافر اتركونا منه”، من قواعد الدعاية يوجد ما يسمى “قاعدة كفتي الميزان”، إذا أحضرنا ميزانا ووضعنا في كفة خمسة كيلوغرامات، وفي الكفة الثانية (500) كليوغرام، الخمسة كيلوغرام ماذا يبقى لها قيمة؟ إنها تذهب لا أثر لها. نفس الشيء، إذا كان هناك عندنا جماعتان (أ) و(ب)، بينهما علاقة ما، إما إيجابية أو سلبية، إما علاقة صداقة أو علاقة عداء، المهم توجد علاقة، إذا قمنا بشتم (أ) عشرين مرة وشتمنا (ب) ألف مرة، الناس سوف يحبون (أ)، شتمنا عشرين مرة، ويكرهون (ب) لأننا شتمناها ألف مرة، يحبون (أ) رغم أننا شتمناها عشرين مرة، وإذا جاء بعض الناس الآخرين يمدحونها يصبح حباً كثيرا.

كما يحدث الآن تجد عندما تحدثهم عن حزب البعث السوري أو العراقي، يقولون معروف أنه كافر اتركونا منه، حزب البعث الكافر، ومع ذلك نجد هناك ملايين ممن يدافعون عن حزب البعث، يُشتم حزب العبارة بأنه كافر ولا يُشتم بغيرها، في حين يُشتم أعداء حزب البعث أعداء اليسار عشرة آلاف مرة، تصبح الناس على طبيعتها تنظر لحزب البعث السوري أنه على الأقل هو حزب الصمود والتصدي… هذا عدو إسرائيل هذا حبيبنا… ويزداد الذين يحبون حزب البعث، ومثلا هناك صدام، لو انتصر صدام لسجد له علماؤك! بدون ما ينتصر شاهدوه بالقمر! وفيه ثلاثين صفة من صفات صلاح الدين الأيوبي! وله تسعة وتسعين اسما! كل هذا رغم أنه لم ينتصر! فلو انتصر لسجدوا له!

المسيح الدجال هكذا يكون لا يقف أمامه جيش، وعن طريق الدعاية بالتكرار والزمن، الشعارات تُطلق وتصدقها الناس، هذه بعض قوانين الدعاية.

أنواع أو ألوان الدعاية:

نأتي إلى أنواع الدعاية أو ألوان الدعاية، ألوان الدعاية تنقسم إلى ثلاثة ألوان:

– بيضاء.

– سوداء.

– رمادية.

الدعاية البيضاء هي الدعاية المعروف مصدرها، مثلا عندما كنا نسمع مقولة “الدين أفيون الشعوب” كنا نعرف أن مصدرها هو الماركسية، هذه دعاية بيضاء، معروف مصدرها الشيوعيون، مصدرها البعثيون، هذه دعاية بيضاء.

الدعاية الرمادية، دعاية تنتشر في المجتمع ولا نعرف مصدرها، فالناس ترددها وترددها، ولا نعرف مصدرها، ولو بحثت عن مصدرها فلن تستطيع معرفته، هذه دعاية رمادية يسمونها.

الدعاية السوداء، تحلف عشرين يمينا أن مصدرها النافذة، بينما مصدرها الحقيقي هو الباب، مثل دعاية حزب التحرير، دعاية إسلامية، كل الناس تقول أنها إسلامية، لابسة ثوب إسلامي، ولافتة إسلامية، بينما هي دعاية شيوعية يهودية، هذه هي الدعاية السوداء.

حزب التحرير على خطى بروتوكولات حكماء صهيون ولينين:

ربما تطنون هذا الكلام نوع من الشتائم على حزب التحرير، لا، نحضر بروتوكولات حكماء صهيون، ربما كلكم قرأتم بروتوكولات حكماء صهيون، إذا لم تكونوا قد قرأتموها فاقرأوها، ونحضر أقوال لينين، ونحضر تعاليم حزب التحرير، ونقرأنها، طبعا قراءة متعمقة هادئة، فنرى تعاليم البروتوكولات، أن لينين طبق تعاليم البروتوكولات وأضاف إليها، إذن لينين مشى على خطى بروتوكولات حكماء صهيون وأضاف إليها، نأتي إلى تعاليم حزب التحرير بمناشيرهم وبكتبهم، نراها نفس أفكار البروتوكولات ونفس أفكار لينين، ولكن ملبّسة ثوب إسلامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *